ما هو الفرق بين المقدمة والتمهيد

ما هو الفرق بين المقدمة والتمهيد ؟، عند كتابة الرسائل العلمية يتساءل الباحث عن أهم الفروق التي يستطيع بها التفريق بين المقدمة والتمهيد، حيث أنهما للشخص الذي لا يمتلك خبرة كافية في كتابة الرسائل العلمية متشابهان إلى حد كبير.

ما هو الفرق بين المقدمة والتمهيد

أحيانًا ما يختلط على الباحث معنى كلًا من المقدمة والتمهيد حيث أنهما عند الوهلة الأولى قد يظنهم نفس الشيء، ولكن بالتأكيد لا فهم غير متشابهين تمامًا وبينهما كثيرًا من الفروق وكلًا منهما له أغراض مختلفة، لذلك سوف نوضح كلًا منهما لكي نستطيع توضيح الفرق بينهما، وهذا من خلال خصائص كلًا منهما:

المقدمة

  • يرى كثير من المتخصصين في الأبحاث أن المقدمة تشبه العقد الشرعي إلى حد كبير بين كلًا من الباحث والشخص الذي يقرأ الرسالة، فدور المقدمة هو تهيئة القارئ لكي يبدأ تفاعله مع البحث.
  • كما أنها تُعد مدخل رئيسي وبوابة للبحث العلمي وبها يمكن أن يوضح الباحث طبيعة البحث والغرض منه، وتعتبر محصلة البحث وتعمل على عكس صورة البحث والباحث الحقيقية.

التمهيد

  • لا يعتبر التمهيد صورة من صور المقدمة، ولكنه هو النقطة التي تأتي بعد المقدمة في البحث، وأهميته هي أهمية انتقال القارئ من الكل إلى الجزء، ولا يحتوي التمهيد على المباحث التي داخل البحث.
  • كما أنه يعد رابطًا ما بين المقدمة والبحث، وليس من الضروري تواجده في كل البحوث، ولكن عندما يشعر القارئ بفجوة بين مقدمة البحث وصلب البحث فيحتاج حينها لوضع التمهيد لربطهما.
  • يمكن كتابة بعض الموضوعات المتناثرة التي لا يمكن أن تكون موجودة في البحث نفسه، ولكنها تكتب في التمهيد بمثابة تهيئ القارئ لما سوف يقرأه داخل البحث.
  • الباحث في التمهيد يبدأ في تحديد المفاهيم والاصطلاحات التي سوف يذكرها في بحثه ومتعلقة به.

اقرأ أيضا: كيفية كتابة مقدمة رسالة الماجستير بالخطوات ؟

كيفية التفرقة بين المقدمة والتمهيد

يوجد بعض الأساسيات التي تُفرق المقدمة عنه وهي:

  • التمهيد هو بمثابة فقرة تمهيدية استعدادًا لدخول القارئ في صلب البحث، ولكنه لا يزال خارجًا عن موضوع البحث.
  • من الضروري أن يكون التمهيد ليس كبيرًا حتى لا يكون شاذًا داخل البحث العلمي، فلا يمكن أن يكون مثلًا التمهيد نفس عدد صفحات باب والرسالة كلها تشمل بابين فقط.
  • يتم تسمية التمهيد اعتمادًا على حجمه، فإذا كان التمهيد داخل بحث علمي فيسمى بالتمهيد فقط، ولكن إذا كان داخل رسالة علمية فمن الممكن تسميته اعتمادًا على كمية المعلومات الموجودة فيه بأكثر من أسم.
  • فيمكن تسميته باب تمهيدي إذا كانت المعلومات قليلة أو فصل تمهيدي إذا كانت كمية المعلومات متوسطة، أو مبحث تمهيدي إذا كان يحتوي على كمية كبيرة من المعلومات.

غير من المستحب أن يقوم الكاتب بكتابة تمهيد لكل فصل على حده لأن هذا بمثابة تشويه للرسالة العلمية.

كما يمكنكم التعرف على: ما هي عناصر الرسالة الشخصية

العناصر الأساسية في المقدمة

من الضروري أن توجد بعض العناصر الأساسية في مقدمة أي بحث، وهي:

الموضوع الخاص بالبحث

  • يُعد موضوع البحث بمثابة عرض يشمل كل الموضوع الذي يتناوله البحث العلمي، ولابد أن يوضح فيه العلاقة التي تربط موضوع البحث بالعلم العام الذي يتناول البحث جزءًا منه.
  • وأيضًا علاقته بالموضوع الخاص الذي يتناوله البحث، وإذا هناك أي نظريات قد تم ذكرها أثناء البحث أو بعض النتائج العلمية فينبغي توضيح الصلة بينها وبين النقطة البحثية التي يتناولها البحث العلمي.

إشكالية البحث

  • في تلك النقطة يحاول البحث توضيح فكرته الأساسية التي بدأ منها كتابة موضوع البحث، وتعتبر الإشكالية بمثابة سؤال يحتاج إلى إجابة أو مثلًا نظرية علمية لم يتوفر حلًا لها.
  • ولمعرفة ما هو الفرق بين المقدمة والتمهيد ؟ فتلك الإشكالية يقوم بوضعها الباحث في البداية، ثم يبدأ عليها الخطط البحثية والفرضيات المختلفة وفي هذه الحالة يطلق على الإشكالية أولية.
  • أما عندما تكتمل المادة العلمية عن طريق جمع الباحث لها، ويستمر في دراستها بشكل عميق، ويبدأ في عملية التعديل والتفسير حينها تصبح الإشكالية نهائية.

أهمية البحث ومبرراته

من الطبيعي تواجد بعض المبررات والأسباب المختلفة التي أدت في النهاية لاختيار الباحث لموضوع البحث والكتابة فيه، فمن الضروري في تلك النقطة أثناء المقدمة أن يبدأ الباحث في توضيح تلك الأسباب والمبررات، مع ضرورة توضيح الأهمية الخاصة بموضوع البحث والغرض من كتابته، وهذا يكون على مستويان، وهما:

  • أهمية البحث النظرية: يكون هذا بمثابة توضيح لكل المعلومات التي سوف يضيفها البحث لتلك النقطة البحثية، ومن الضروري أن تكون تلك المعلومات لم يصل لها أحد من قبل، فلابد أن تكون بمثابة إضافة جديدة للمجال.
  • أهمية البحث العملية: هنا يبدأ الباحث في توضيح الحلول العملية والتي تساهم في حل المشكلة وتلك الحلول هي التي توصل إليها على أرض الواقع مثل المجتمع أو في مؤسسة ما، ويفضل أن يكون ذلك بشكل وجيز وواضح.

حدود البحث

في تلك الجزئية يبدأ الباحث توضيح بعض الحدود الموضوعية التي تخص البحث، وهذا يشمل الحدود المكانية التي يتم فيها بحثه ولا يتخطاها وكل النتائج تشمل تلك المنطقة فقط، كما أنه يشمل الحدود الزمانية وهذه تعتبر الفترة الزمنية التي تخص البحث العلمي.

الدراسات السابقة للبحث

  • يوضح الباحث هنا بعض الأبحاث العلمية السابقة والدراسات التي لم تتناول كل الموضوع بأكمله، ويبدأ الإشارة على النقاط التي لم يتم التركيز عليها في تلك البحوث أو الدراسات السابقة.
  • وهذا يكون بهدف التوضيح أن البحث به بعض الابتكارات الجديدة، أو أنه يقوم بتصحيح أخطاء الدراسات والأبحاث السابقة في عدم تناول الموضوع بأكمله، ويبدأ في استكمال بعض القصور الموجودة بتلك الأبحاث.
  • لكي يتم التوصل إلى صورة شاملة للنقطة البحثية، وينبغي أن يقوم بذكر المصادر أو المراجع التي تحتوي على تلك الأبحاث أو الدراسات.

الفرضيات والأسئلة

  • في سياق إجابتنا على ما هو الفرق بين المقدمة والتمهيد ؟ يبدأ الباحث في طرح بعض الفرضيات العلمية بالإضافة إلى التساؤلات التي تعتبر من وجهة نظره حل للنقطة البحثية التي يتناولها البحث أي لإشكالية البحث.

أدوات البحث والمناهج

  • من المعروف أن المناهج تختلف فيبدأ الباحث في الإشارة إلى المنهج المحدد الذي قام باتباعه أثناء تحضيره للبحث، وتوضيح الأدوات التي قام باستخدامها في البحث والعينة التي استعملها.
  • مع ضرورة توضيح ملائمة كل السابق مع غرض البحث وطبيعته ويكون هذا لكي نستطيع الإجابة على سؤال ما هو الفرق بين المقدمة والتمهيد ؟

خطة البحث

تعتبر خطة البحث من أكثر الأشياء الهام جدًا عرضها أثناء المقدمة، فيفترض توضيح كل محتويات البحث من تقسيمات إلى أبواب وفصول بالإضافة إلى المباحث، مع ذكر توضيح بسيط للفكرة التي يتناولها كلًا منهم.

صعوبات ومعوقات البحث

  • من الطبيعي أن يواجه الباحث عدد من الصعوبات أو المعوقات التي تعترض طريقه أثناء البحث، ومن الممكن عرضها سواء كانت متعلقة بإيجاد بعض المراجع أو المصادر التي لها علاقة بتمويل البحث.
  • أو الصعوبات التي تواجه الباحث أثناء وصوله إلى مصدر المعلومة، وغيرهم من المعوقات مع إظهار الحل الذي استخدمه الباحث لكي يتجاوز تلك المعوقات لكي يبرز جهده المبذول في سبيل إتمام البحث العلمي.

أهم النقاط التي يراعيها الباحث أثناء كتابته لمقدمة البحث

  • أن يبدأ بالبسملة وقول الحمد والشكر والثناء لله ثم يتبع ذلك بالصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
  • من الضروري ألا تكون المقدمة طويلة للغاية، ولكن من الأفضل أن تتراوح ما بين 4 إلى 8 صفحات.
  • ينبغي أن يقوم الباحث بترقيم المقدمة باستخدام الأحرف الهجائية وذلك وفقًا للترتيب الأبجدي.
  • يتم كتابة مقدمة البحث عندما ينتهي الباحث تمامًا من بحثه.
  • لا يمكن كتابة مقدمة البحث العلمي على هيئة عناوين جانبية أو نقاط.

كما يمكنكم الاطلاع على: مقدمة عن الانترنت ودوره في نشر المعرفة

وهكذا نكون قد أجبنا على سؤال ما هو الفرق بين المقدمة والتمهيد ؟ حيث يعتقد الكثير من الباحثون أنهما نفس الشيء، ولكن هذا خاطئًا لأن لكلًا منهما خصائص تميزه، وتفرقه عن الآخر ولابد من أن يتم كتابتهم بشكل صحيح.

قد يعجبك أيضا: