ما هي العوامل المؤثرة في الإدراك؟
ما هي العوامل المؤثرة في الإدراك؟، دائما ما كانت أفكار الإنسان وسلوكياته مهمه جدًا للعلماء والفلاسفة سواء كان ذلك قديمًا أو حديثًا، لقد حاولوا كثيرًا فهم أفكار الفرد وسلوكياته والمواقف المختلفة التي يتعرضون لها في الحياة اليومية سواء.
كان ذلك من ناحية الإدراك والتفكير والتذكر أو من خلال الأنشطة العقلية التي تحدث لعقل الإنسان، وسنتعرف في هذا المقال على العوامل المؤثرة في الإدراك.
المحتويات
الإدراك في علم النفس
لقد سبب انفصال علم النفس حديثًا عن العلوم الفلسفية الأخرى إلى التعمق أكثر والتوسع في البحث من أجل التعرف على البشر والتعرف على أنشطتهم الفكرية والعقلية المختلفة.
ومن هذا المنطلق ظهر علم النفس المعرفي الذي يقوم بدراسة كامل العملية العقلية والفكرية بكافة مستوياتها، كما تقوم بدراسة الطريق الفعلي كيفية الاستفادة منها وكيفية توظيفها جيدًا.
ويعرف علم النفس المعرفي على أنه العلم الذي يقوم بدراسة عمليات الفرد العقلية والفكرية في حالة استقباله لأي معلومات.
كما يقوم بالتعبير عن طرق المعالجة لهذه المعلومة ويقوم بتخزينها واسترجاعها عند احتياجها.
ويعتبر الإدراك من العمليات المهمة التي يهتم بها علم النفس المعرفي ويهتم بدراستها ودراسة جميع أنواعها وجوانبها.
تعريف الإدراك
يوجد كثير من التعريفات المتعددة والمختلفة التي ظهرت في علم النفس للإدراك ومن ضمن تلك التعريفات.
أنه عبارة عن عملية من العمليات العقل الذي يستطيع الفرض من خلالها التعرف على العالم الخارجي فهو يقوم باستقبال المنبهات الخارجية عن طريق حواسه ليقوم بعد ذلك بتحليلها وتفسيرها تبعًا لاتجاهاته الذاتية.
ولكن يوجد هناك تعريف آخر شامل لعملية الإدراك وهو عباره عن العملية العقلية النفسية التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يعرف معنى الأشياء.
ويستطيع أن يتعرف على العالم الخارجي بها ويكون ذلك عن طريق ترتيب وتنظيم المثيرات الحسية وتفسيرها وتحليلها لتتحول إلى معنى يستطيع أن يفهمه.
اخترنا لك: بحث عن مقاييس الذكاء في علم النفس وأنواعه
أنواع الإدراك
يوجد نوعان مختلفان من الإدراك هما الإدراك الحسي والإدراك العقلي:
أولًا: الإدراك الحسي
ويحدث هذا الإدراك في حالة تحفز أعضاء الإنسان الحسية كالأنف والعين والأذن من المثيرات التي تحدث في العالم الخارجي.
وبعد ذلك تقوم بترجمتها إلى مدركات ويعود ذلك على ما لدى الشخص من مخزون من أي تجارب أو خبرات سابقة.
مما يدل أن عملية إدراك المثيرات الحسية يعتمد بشكل أساسي على ذاكرة الشخص وما يحمله من خبرات وتجارب سابقة.
وهناك بعض الأشخاص يعتقدون أن عملية الإدراك الحسي عبارة عن عملية معقدة للغاية وذلك لأنها تتم من خلال مزج خمس عمليات معا وهما التذكر والشعور والوعي واللغة والانتباه.
وفي النهاية يكون تعريف الإدراك الحسي هو عبارة عن نقل العناصر الشعور الأولية عن طريق توصيل تلك المنبهات الخارجية من أعضاء الحس في جسم الإنسان إلى الأعصاب الحسية في الدماغ.
ثانيًا: الإدراك العقلي
ولكن الفرق بين الإدراك العقلي والإدراك الحسي فالإدراك العقلي هو الوحيد الذي يفرق ما بين الإنسان والمخلوقات الأخرى.
حيث يستطيع الإنسان أن يفهم من خلال تحليل الحقائق والمفاهيم والمسلمات والمنطق ومعاني الحياة.
الإدراك العقلي هو الإدراك الوحيد المسؤول عن جميع المفاهيم العامة التي يتم تجميعها خارج المفاهيم المحسوسة أو الذي يطلق عليه الحس الباطن والوجدانية الداخلية.
ومن هذا المنطلق فإن الإدراك العقلي أو الحسي يعتمد بشكل كبير وأساسي على العمليات العقلية المعقدة تعقيد شديد.
وذلك بسبب جمع العديد من العوامل سواء كانت خارجية أو داخلية بها مما يؤثر على العملية الإدراكية.
شاهد أيضًا: بحث عن الشخصية في السلوك التنظيمي
العوامل المؤثرة في الإدراك
لقد تحدث كثير من علماء النفس عن العوامل التي تؤثر على الإدراك بجميع اتجاهاتها، وقال البعض أنها تتأثر بعوامل ذاتية فقط والبعض الآخر رأى أنها تتأثر بعوامل موضوعية فقط.
والاتجاه الآخر رأي أنها تتأثر بكلا العاملين سواء الموضوعي أو الذاتي، والسبب يعود إلى أن الذات المدركة تكتمل بالذات الموضوعية ويتأثر كلاهما بالآخر.
العوامل الذاتية التي تؤثر في عملية الإدراك
- الذاكرة والتجارب والخبرات السابقة: حيث أن التجارب التي تمر على الشخص أثناء حياته تمنحه القدر الكافي من الخبرة التي يستطيع أن يفهم أموره منهم.
- ولكن على عكس الشخص الذي لم يمر بتجارب سابقة ولم يعرف كيف يتصرف بها وإدراكها جيدًا.
- الرغبة والميول: فعندما يكون الشيء قريب من ميول ورغبة الشخص فيكون ذلك قريب من إدراكه.
- فعلى سبيل المثال، إذا رأى مهندس ديكور مبنى معماري فأول ما سيلاحظه هو الألوان والشكل النهائي.
- بينما إذا رأي شخص مهندس معماري المبنى فأول ما سيلاحظه هو طريقة البناء والأساسيات.
- الشعور والحالة النفسية: حيث أن كلا من الشعور والحالة النفسية تؤثران بشكل كبير على إدراك الشخص.
- فمثلًا إذا كان الشخص حزين يرى العالم بأجمعه أسود، أما إذا كان سعيد فيرى العالم جميل.
- العاطفة: فيمكن أن تؤثر العاطفة على الإدراك ويجعل المرء يرى الأمور بشكل آخر وفي بعض الأحيان يراها بشكل خاطئ.
- فعلى سبيل المثال الأم حين تتدخل بغرض الأمومة في بعض حقائق أبنائها.
- الإرادة والتركيز: حيث أن إرادة الأشخاص تؤثر بشكل كبير على الإدراك الذي يجعلهم أكثر تركيز ويجعلهم يبذلوا الجهد لكي يصلوا للنتائج المرجوة.
- العادة: فعندما يعتاد الشخص على شيء يساعد ذلك في سرعة إدراكه للأشياء.
- فعلى سبيل المثال عندما يعود الآباء أطفالهم على الأكل بيد واحدة وباليد اليمنى وكذلك تعويدهم على الكتابة باليد اليمنى.
- فيؤدي ذلك إلى اعتقادهم على استخدام تلك اليد في أمور شتى.
العوامل الموضوعية التي تؤثر على عملية الإدراك
وهي تلك العوامل التي لها علاقة كبيرة بصفات الموضوع المدرك، وقد تم تحديدها في بعض النقاط من قبل النظرية التالية:
- قانون التقارب: والذي يقصد به تقارب كلًا من الزمان والمكان مما يسهل على الذاكرة إدراكه على عكس أن تكون متباعدة.
- وقانون التشابه: والذي يقصد به تشابه الأحجام والألوان والأشكال والرائحة الأمر الذي يؤدي إلى سهولة الإدراك.
- قانون الاتصال: فعند اتصال الأشياء والعناصر ببعضها البعض يجعل ذلك إدراكها أسهل للعقل.
- وقانون الشمول: فعندما تشتمل الأمور على نفس الشيء يجعل ذلك إدراكها أسهل.
- قانون الغلق: ويقصد بهذا القانون البحث والتنقيب عن الأمور التي تغلق الثغرات حتى نقوم بإدراكها.
- وقانون البروز: حيث أن أغلب الصور والتعابير البارزة أسهل بكثير في إدراكها عن تلك غير البارزة.
- قانون الانتظام: حيث أن انتظام وترتيب الأشياء يسهل من عملية إدراكها عن تلك الغير منظمة.
- وقانون الاستمرار الجيد: فعندما تكون الأشياء مستمرة ودائمة مثل السعادة والفرح مما يسهل ذلك في إدراكها بشكل أسرع.
لهذا السبب لا يجب الأخذ فقط بالعوامل الذاتية أو العوامل الموضوعية بل يجب مزجهم معًا والأخذ بهما.
استراتيجيات تحسين الإدراك
هناك عدة خطوات نستطيع أن تتبعها من أجل تحسين عملية الإدراك عند الشخص، ومن ضمن تلك الاستراتيجيات:
- المعرفة الذاتية العميقة والأهداف والمبادئ وجميع الأنماط الشخصية.
- التعاطف مع الأشخاص الآخرين والمحاولة في فهم المعطيات التي تحيط بنا، حتى نستطيع أن نحكم عليها بشكل أحسن.
- السلوك الإيجابي الذي ينهي من عملية التحيز والسلبية.
- انعدام الحكم المسبق وانتظار الاطلاع على جميع المعطيات والمعلومات قبل أن تقوم بتكوين الصورة.
قد يهمك: بحث عن الإدراك في السلوك التنظيمي
وفي الختام وبعد أن وضحنا ما هو الإدراك وما هي العوامل المؤثرة في الإدراك.
ويجب التنويه أن الإدراك من الحواس المهمة التي نستخدمها في فهم الأمور الغير معروفة والغير دقيقة.