أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع

عندما تجد المرء يتمتع بصفات الشهامة والمروءة ويمدح جميع من حول فيه، فهذا قد يعني أنه قد اختار أن يتحلى بالصفات المحمودة التي قد أوجدها في هذا المجتمع.

وحث بها من خلال جميع الأديان السماوية التي قد وجدت على هذه الأرض، ومن بين أهم تلك الصفات هي الحياء التي تعتبر من أهم وأصفى وأكرم هذه الصفات.

مقدمة عن دور الحياء في الفرد والمجتمع

لا شك أن الحياء من أنزه وأعظم الصفات التي يمكن أن يتمتع بها المرء في حياته، وتلك الصفة.

قد تؤثر في حياة الفرد والمجتمع بصورة إيجابية لما قد توجه المرء إليه من إيجابيات والبعد عن السلبيات أو الأفعال المكروهة.

شاهد أيضًا: مقدمة عن الحياء والعفة في الإذاعة المدرسية

ما المقصود بالحياء ومميزاته

لا يمكن أن نقوم بتعريف وتلخيص هذه الصفة العظيمة من خلال بعض من السطور البسيطة. لأن هذه الصفة تعتبر أعم وأشمل من هذا كثيرًا، فهذه الصفة.

قد تحوي بداخلها الكثير من المزايا التي قد تجعل المرء في مكانة متميزة بين سائر المخلوقات.

فنحن عندما نقوم بوضع الحياء في مكانة أو مقارنة بين باقي الصفات الأخرى، سنجد انها ستتوج على رأسهم.

فالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، قد عظم صفة الحياء، وقد تحدثوا وحثوا عليها كثيراً من خلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

فعندما قد نرى أن الإنسان بإمكانه أن يختار ما قد يكون عليه، فلا يوجد أفضل من أن يتحلى من الصفات التي قد أمر الله بها.

وهذا بالفعل ما قد وجد عليه الأشخاص الكرام، والذين يتمتعوا بالمروءة، حيث تجدهم لابد من أن يتحلوا بصفة الحياء ويتخذوها مبدأ لحياتهم.

فيعتبر الحياء هو التوجه إلى كل ما هو صائب ولائق، وما يرضي الله عز وجل، ويبعد عن كل ما هو يغضب الله أو يرتكب المعاصي.

اخترنا لك: حوار بين شخصين عن الحياء

صفة الحياء في الإسلام

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أشد الناس استحياء على هذه الأرض.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما يستحي تحمر وجنتيه بشكل شديد.

بالرغم من قوته وقدرته التي كان عليها والتي اختاره الله من أجلها لحمل نشر الدعوة الإسلامية.

فالحياء لا يتنافى مع الشجاعة على الإطلاق، فالحياء هي صفة الكرام والكرام هم الشجعان.

الحياء عند رسول الله ( ص )

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدين هو الخلق، وخلق الإسلام هو الحياء.

ويعتبر الحياء من أعظم وأبرز الصفات التي قد تحدث عنها الله ورسوله من خلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

ولم يكن رسول الله فقط هو من يتحلى بصفة الحياء، بين الأنبياء والرسل، بل أن كثير من الأنبياء والرسل قد تحلوا بهذه الصفة.

فقد كان نبي الله موسى عليه السلام من بين أبرز القصص في القرآن التي، قد ذكرت.

كما كان نبي الله موسى بعث في بني إسرائيل، لكي يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.

وقد كان يواجه السخرية، بشكل كبير، لأنه كان يغطي جسده كله.

فقالوا عنه أنه مصاب بآفة في جسده أو بهاق أو أي من الأمراض التي، قد تجعله يخجل من شكل جسده.

ولأن نبي الله موسى كان شديد الحياء، لم ينتبه إلى هذا الكلام، ولم يكذبه، ولكن الله قد رد على هؤلاء القوم.

حين كان نبي الله موسى يغتسل قد وضع ملابسه على حجر، ولقد عديت ملابسه من الحجر.

وظل يصرخ في الحجر أين ملابسي إلى أن جاء بني إسرائيل، ووجدوه عارياً أحسن خلق الله، وإلى أن لبس ملابسه.

قد قام بمسك عصاه وقام بندب الحجر، حتى انقسم إلى قطع أربعة أو خمسة قطع من شدة الحياء الذي كان يشعر به.

وهذا الخلق النابع من الداخل يحبه الله ورسوله، ومن أحبه الله عز وجل أنعم الله عليه بصفة الحياء.

تابع أيضًا: قصص عن الحياء في الإسلام

هل صفة الحياء فطرية أم مكتسبة

تعتبر صفة الحياء صفة مفطورة بداخل نفس الإنسان، فهي لا تحتاج إلى تعلم من خلال العالم الخارجي.

فكما يولد الطفل الرضيع مفطوراً على عادة الرضاعة لكي يتمكن من تلقي الغذاء، لأنه لا يستطيع تناول الطعام.

فإن الأمر نفسه قد ينطبق على عادة أو صفة الحياء، التي بإمكانها أن تجعل المرء يتحكم في تصرفاته التي يقوم بها.

فهي صفة معنوية لا يمكن لمسها، ولكن بالرغم من كون تلك الصفة مفطورة في نفس الإنسان.

إلا أنه علينا أيضاً أن نعمل على تنمية هذا الصفة في حياة الفرد، فقد يمكن أن يتم محو هذه الصفة للأسف بصورة خاطئة.

عندما يكون المجتمع الخارجي ينعدم من معاني الحياء، ويعلم أجياله أن يكونوا هكذا فهذا الأمر يتحول إلى كارثة.

لهذا السبب فإنه علينا أن نقوم بتنمية هذه الصفة في داخل أبنائنا من خلال تشجيعهم عندما نراهم يفعلوا الأمور الصائبة.

أثر الحياء في حياة الفرد والمجتمع

يؤثر الحياء والتمتع به في حياة المرء، في تكوين نفس قويمة تتمتع بكثير من المزايا سواء التي تعود على الفرد أو المجتمع ومنها:

حيث تعتبر صفة الحياء هي الصفة الأبرز والأهم في أن توجه المرء في فعل كل ما هو صائب.

التوجه إلى أعمال الخير ومساعدة الآخرين والاستماع والشعور بمشاكلهم بسبب تمتع المرء بصفة الحياء.

كما أن المرء الذي يتمتع بالحياء يقوم بالعمل الذي عليه، على أكمل وجه خوفاً من غضب الله.

إن الأشخاص الذين يتمتعوا بصفة الحياء، قادرين على اعتلاء المناصب والحكم بالعدل.

خوفاً من أن يستحوا يوم القيامة أمام الله أو أمام أنفسهم، تعتبر صفة الحياء ذات أثر على البيئة المحيطة من كافة الجوانب.

فالأب الذي يتمتع بصفة الحياء يؤثر وينقل وينمي هذه الصفة، في أبنائه.

وعندما يكون ذات المهن التعليمية الذين يعلموا الأجيال في مختلف مراحلها، يتمتعوا بهذه الصفة الحميدة.

قد تنتقل بين الأجيال القادمة وتعتبر صفة بارزة في حياتهم قد تربوا وتأسسوا عليها.

وبما أن هذه الصفة قد تكون مفطورة في داخل النفس فإن تنميتها أمر واجب.

عندما نقوم بتربية الأجيال القادمة، على الصفات المحمودة، قد نضمن من خلال هذا انتشار الأخلاق الحميدة.

وبالتالي البعد عن المصائب والكوارث التي قد تحدث في هذه الآونة، بسبب انعدام الكثير من الصفات التي لابد من تربية الأجيال عليها.

ثمرات الحياء

ثمرة الحياء، قد يتم تشبيها بأي نبات تقوم بزراعته، فعندما يقوم المرء بالاهتمام بالنبات ينمو يترعرع ذات لون زاهي ورائحة جذابة.

وصفة الحياء هي هكذا بداخل النفس، تكون موجودة وقائمة، ولابد من أن يتم الاهتمام بها وتنميتها، لكي تعم بالخير على الفرد والمجتمع.

فنتيجة إلى تلك الثمرة الحسنة، قد يساعد هذا في التقرب من الله عز وجل وخشيته، وبالتالي البعد عن المعاصي والذنوب.

خاتمة عن أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع

لا شك أن الحياء هو أحد أهم صفات النفس التي تنبع من الداخل، حيث أن المرء لا يتظاهر صفة الحياء أمام الناس.

لكي يمدحوا الآخرين، بل أن تلك الصفة لم تتم بشكل صحيح إلا إن كانت نابعة من داخل الذات.

قد يعجبك أيضا: