قيمة الحياء في المجتمع
كما أن الله عز وجل قد خلق الإنسان وسائر المخلوقات الأخرى التي توجد في هذا الكون فقد وجدت الأديان التي قد يتم من خلالها التعبير عن الأخلاق والقيم، فجميع الأديان السماوية قد حثت على مجموعة من الثوابت، التي تتمثل في العادات والأخلاق التي لابد من أن تتمتع بها المجتمعات، وتجعلهم في مكانة أفضل وما يرتقي المجتمعات إلا بالقيم والأخلاق.
المحتويات
مقدمة عن الحياء في المجتمع
يعتبر المجتمع يتمتع بمجموعة من الخصال، التي توجد بينها ما هو سلبي وأخر ما هو إيجابي.
فإن المرء هو من يختار أن يكون ذات الأخلاق المحمودة أو السلبية.
ومن بين هذه الخصال المحمودة توجد صفة الحياء التي تعد من أسمى القيم التي لابد أن يتمتع بها المرء.
شاهد أيضا: انواع الحياء في الاسلام
ما المقصود بالحياء
يعتبر الحياء هو أحد الصفات الحميدة التي يتمتع بها المرء، ليكون في مكانة أفضل.
تلك الصفة لا تعتبر من الصفات التي تحتاج إلى تعلم في هذه الحياة، بل أن المرء قد يولد حامل لها.
فقد توجد مجموعة من الصفات، التي قد يولد الإنسان بها ومع تواجده في هذا المجتمع قد تنمو تلك الصفات معه.
فتعتبر صفة الحياء بالرغم من أن الإنسان قد يولد بها، إلا أن البيئة المحيطة به قادرة على أن تنمي هذه الصفة التي هو عليها أو تقوم بمحيها.
ولهذا السبب لابد من أن يتم تنمية هذه الصفات، التي لا تؤثر على المرء فقط بل على البيئة والمجتمع ككل.
فعندما يتمتع الشخص بصفة الحياء، ويتعامل مع البيئة المحيطة به من أصدقاء أو أبناء أو غيرهم فإنه قد يؤثر فيهم بالطبع.
من هنا قد تصبح هذه الصفة أساس قد ينتشر فيما بين الأشخاص وبعضهم البعض.
اخترنا لك: قصص عن الحياء في الإسلام
هل صفة الحياء تقتصر على النساء
من أبرز المفاهيم الخاطئة التي قد يظنها البعض، هو أن هذه الصفة تقتصر على البنات أو النساء فقط.
ولكن هذا المفهوم غير صحيح على الإطلاق، فصفة الحياء صفة عامة لابد أن يتمتع بها الجميع من نساء ورجال.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء).
فالحياء هو حسن الخلق الذي يمكن للمرء أن يتمتع به في حياته، وهو مقياس ومفتاح للأشياء الجميلة في هذا الكون.
فمن خلال الحياء، يتمكن المرء من البعد عن الأشياء الخاطئة والغير لائقة أن يتم فعلها.
كما أنه من أبرز علامات الإيمان، هي شدة الحياء من الله عز وجل، في أن يفعل المرء شيء يستحي فيه أمام الله.
كما أن الحياء لا يقتصر في القيام بفعل غير لائق أمام الله فقط، بل أن الحياء قد يتحكم بخلق الفرد في الاستحياء من النفس ومن الناس.
فالله عز وجل قد جعل خلق الحياء مفطور داخل القلب، لكي يبعد فيه عن القيام بالمعاصي أو الذنوب.
يتحكم خلق الحياء بالتحكم بالشهوات التي تكون لدى كل الفرد، في أن يقوم بها بصورة خاطئة أو يقوم بمعصية بسببها.
بل إنه هذا الخلق قد يجبر المرء من القيام بالأفعال القويمة، والخيرة التي يؤجر المرء عليها، ويتجنب فيها فعل كل ما هو قبيح.
ويعتبر خلق الحياء من الأخلاق الرفيعة، التي قد أمر الإسلام بالقيام بها في الأمور الحياتية التي قد تواجه الإنسان في حياته.
فتجد المرء يقوم بفعل الصحيح بشكل تلقائي، بدون تفكير إلى ما يجب أو ما لا يجب فهو مفطوراً بداخله فعل هذا.
الحياء صفة الإيمان.
قد يهمك: أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع
الحياء صفة النبلاء
يعد الحياء من أهم صفات النفس المحمودة، وتعتبر هي أحد صفات وأخلاق الكرام.
فالأشخاص الذين يقال عنهم كرام، هم الأقوام الذين يتمتعوا بالحياء بداخلهم وصفة المروءة.
فقد قيل الكثير من الكلمات حول الحياء التي تبين مدى أهمية أن يتخذه المرء كمبدأ يسير عليه في حياته.
فمن أعظم الكلمات التي قد قيلت عن الحياء من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه.
وهذه المقولة قد توضح جيداً، أن المرء الذي يتمتع بصفة الحياء في صفاته لن تظهر عيوبه أمام الناس.
فلا يوجد مرء لا يوجد به عيوب، وهذه العيوب يسترها الله، ومن تمتع بصفة الحياء لن يمكن للناس أن ترى أي من هذه العيوب.
أما عن الأشخاص الذين لا يملكوا صفة الحياء في حياتهم، فهؤلاء الأشخاص هم ضعاف الإيمان.
فمن لا ينتبه إلى ما يقول وما يفعل أمام نفسه وأمام الناس، وأمام الله فهو بعيد كل البعد عن الخير.
لأن الخير يقرب الخير لصاحبه، ويبعد الشر عنه، ويبعد عنه وسواس الشيطان ويحميه الله بالإيمان الذي في قلبه بأن يبعده عن المصائب والمعاصي.
أما من يتجنب ويمحي صفة الحياء هذه من داخله، فهو قد اتبع خطوات الشيطان ومن اتبع خطوات الشيطان فهو عدو لنفسه.
سيدمر نفسه بأفعاله وبالوسواس الشيطاني، الذي دائماً ما يشجعه على فعل كل ما هو خاطئ وكل ما يغضب الله.
تأثير الحياء والخجل على تصرفات الإنسان
فالحياء يعتبر بمثابة الظل الملازم لصاحبه في أفعاله، وأقواله ويكون ظل يحمي لا يضر.
مثل أن يضع الله عز وجل على هذا المرء، غطاء من الستر يحميه فيه من كل ما قد يؤذيه أو يكشف ستره.
فلا يوجد منا من هو خال من المعاصي، أو من لا يأتي عليه فترة لا يرضي فيه الله حق رضاءه.
يكون هنا الحياء، بمثابة المغناطيس الذي يجذب من جديد، إلى الله والبعد عن أي معصية يقوم به.
تجد أن هذا الشخص ضميره لا يريحه في فعل كل ما هو يضر، أو ما يجعل الله يغضب منه.
ومن المستحيل أن تبحث عن المتعة، أو السعادة في شيء يوجد به معصية قد تغضب الله.
فالله لن يمنحك إياها، فنجد أن صفة الحياء هذه هي فضل من الله عز وجل الذي ينبه الإنسان دائماً.
فمن بين النعم التي لا تعد ولا تحصى أن جعل الله يمتلك صفة الحياء بصورة فطرية.
فالأشياء التي قد تحتاج إلى تعلم في هذه الدنيا، من المحتمل أن يفلح بها المرء أو لا يفلح بها.
أي من الممكن أن يتعلمها أو لا يتعلمها وفي النهاية قد لا يعطي، أفضل شيء في التعلم لهذا الشيء.
لكن عندما يجعل الله عز وجل هذا الأمر فطري، وهبة من عنده قد يكون الخير بداخل الإنسان بالفعل.
كما أن المرء الذي يتمتع بصفة الحياء لا يمكن أن يسرق، أو ينصب على أحد فالحياء الذي بداخله لا يتحمل أن يؤذي أحداً.
فتجد هنا المجتمعات ستتخلى عن كثير من العادات السلبية بسبب تواجد صفة الحياء.
خاتمة عن أهمية الحياء
يعتبر الحياء من المهام العظيمة في حياة المرء، فهي ليست مجرد صفة بسيطة يمكن للمرء أن يتخلى عنها أو يقوم بها.
بل أن صفة الحياء قادرة على أن تغير المجتمعاتـ وتجعلها تتقدم خطوات للأمام أو ترجع للخلف، فالإنسان عندما يملك صفة الحياء، يعمل عمله على أكمل وجه، لكي يرضي ضميره وهذا بالطبع يعود بالنفع على المجتمع.