بحث عن التذوق الجمالي وأنواعه
بحث عن التذوق الجمالي وأنواعه، الفن والجمال أحد الركائز الأساسية في الحياة الإنسانية، فالجمال بشكل عام يرتبط بالحياة كلها، فالعين دائماً تذهب إلى ما هو جميل وتعجب به، والفن والجمال موجودين، منذ قديم الأزل فقد وجد الفن في الإسلام، وقد نزهه وأحترمه، وعمل على تطويره، بكل الأشكال.
المحتويات
مقدمة بحث عن التذوق الجمالي وأنواعه
فظهرت الرسومات الفنية، واضحة في المساجد الكبرى بأشكال زخرفة إسلامية مثل أسم لفظ الجلالة الله، يتم رسمه بأكثر من شكل، وأسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حتى أصبح هذا الفن يعمل ل به العديد مما يملكون تلك الموهبة، وظلت تتطور مع تتطور الإنسان، والحياة الإنسانية، حتى أصبحت ذات مكانة مرموقة.
ليس التأمل فقط هو السبب في زيارة تلك المساجد، بل جاء العديد من الكتاب والمؤرخين، لزيارة هذه المساجد، وتحدثوا عن فن وجمال الحضارة الإسلامية ومدى تأثيرها في نفوس الناس.
فهي كانت ومازالت إلى وقتنا هذا محط أنظار الجميع، حتى وإن كانوا على غير انتماء لهذه الديانة الإسلامية، إلا إن الجمال ورح التذوق الفني هي من أجبرتهم على زيارة كل ما هو جميل.
كذلك الأمر بالنسبة للقصور الفخمة التي تخص الملوك والأمراء، أصبحت معابد كبرى، ومزار سياحي يأتي إليه السائحين من كل أنحاء العالم، وأجبرت القائمين على أن تظل كما هي، فلم يتم تجديد هذه القصور أو طلائها.
لأن الذي يأتي لزيارتها لا يريد رؤية الطلاء الجديد، والألوان المتطورة فهي موجودة بكل مكان، بل يظهر لزيارة الحضارة ورؤية اللوحات الفنية، التي تتجاوز القرون ومازالت تحتفظ بجمالها.
شاهد أيضًا: بحث عن الأنماط الأساسية لوراثة الانسان كامل
الذوق الفني عند العرب
لكل شخص رأي من الناحية الجمالية تختلف عن الأخر، فما يراه أحدنا مبهر، يراه الأخر جميل، ويراه أخر بشكل مقبول، وغيرنا لا يعجبه من الأساس، وهذا يعتبر الركيزة الأساسية في الحياة الفنية والجمالية، فيصور كل مننا الجمال من وجهة نظره.
لذلك انتشرت المقولة المشهورة لولا اختلاف الآراء لبارت السلع هذه الجملة حقيقية جداً، لأن اختلاف الأذواق هو السبب في وجود الروح، فقد يرى كل شخص منا الجمال من وجهة نظره.
المعاني المختلفة للجمال
الجمال لا يعبر عن معنى واحد فقط، وألا كان لا وجود للنقاد في الحياة الفنية والجمالية، فيقوم الفنان برسم لوحة بدون عنوان، ليترك لكل شخص عنان خياله ليتصورها بالشكل الذي يريده، فقد أراها أنا بصورة ما وتحمل معنى مختلف تماماً، عن الذي رآه الشخص الذي يقف بجواري.
لذلك لا يصح أن يكتب اسم أو معنى لأي لوحة يطلقها الفنان تعبر عن الرسم الذي بداخلها، لأن هذا التعبير والاصراح بما تحويه، قد يقتلها، ويجعلها بلا معنى.
قد نجد النقاد حول معنى لوحة ما، كل منه يظهر معنى مختلف عن الآخر، فتجده ينتقد جزء معين من لوحة، وأخر ينتقد أبعاد معينة للوحة، وشخص مختلف ينتقد الألوان، كل هذه الأمور تعبر عن مدى جمالها، وبراعتها، الذي جعل الجميع يلتفوا إليها ويعبروا عنها.
الفن هبة وجمال من الله عز وجل
ليس باستطاعة أي شخص أن يقوم برسم لوحة ذات معنى، وهدف بل هي هبة منحها الله لبعض الأشخاص، الذين لديهم القدرة لكي يعبروا، عنها ويبدعون بها ويظهر هذا الجمال للعالم الخارجي، فاللوحة تقوم على مجموعة من الأسس: _
- الفنان الذي رسمها.
- الملتقي أو الجمهور الذي سيشاهد اللوحة ويعبر عنها.
- الناقد الذي سيبرز عيوب تلك اللوحة أو الصورة الأفضل في جانب ما من هذه اللوحة.
- تقوم بعد ذلك مرحلة التأمل وهز المشاعر الداخلية، والانفعالية التي تبرز القيم الجمالية والنواحي الفنية داخل اللوحة.
- ليس لأي شخص عادي القدرة على أن يرى الجمال الداخلي لتلك اللوحة، فهناك أشخاص قد يمروا من بين هذا الجمال ولا يحرك أي شيء بداخلها، لأن أعينهم لم تتعود أن ترى كل ما هو جميل.
أو يصور الجمال في مخيلته من وجهة نظر أخرى، لذلك ليس لدينا جميعاً القدرة الفنية لتحريك الوجدان والمشاعر الداخلية، فهؤلاء الأفراد يختلفون عنا، فالله عز وجل قد منحهم نعمة قاموا هم بتطويرها، وتدريبها بأكثر من صورة فقاموا بتدريب حواسهم، على رؤية الجمال، وتقليده.
اقرأ أيضًا: بحث عن الفن الإسلامي كامل
الجمال هو غذاء الروح والجسد
الجمال الذي نراه في أي صورة من صور الحياة، هو غذاء للروح والجسد، فنحن نعيش بداخل لوحة فنية لا يقدرها سوى الشخص الذي يقدر الجمال، ويتأمل به في كل صباح وكأنه يراه لأول مرة.
فالسماء الزرقاء بالسحاب الأبيض الذي لهم من المشهد الخلاب، العديد من اللوح التي ترسم، وتلون لتصورها كما هي ولكن لا يستطيع أي فنان أن ينقل صورة أصلية من هذا الجمال الطبيعي.
لحظة الغروب التي هي من عند الله عز وجل وكم يتلون الكون باللون الذهبي الذي يبهر الناظر إليه، كل هذا الجمال نبذه بسيطة عن الكون الذي نعيش به ونراه كل صباح ولا نقدر ولا نتأمل.
تأثير الجمال داخل نفوس الإنسان
يؤثر الجمال بصورة إيجابية على الإنسان، فعندما يستيقظ الإنسان مبكراً ناظراً إلى السماء الزرقاء والبحر الملون باللون الأزرق وكأنه مرآه للسماء، والورد الذي يشغل المكان، هذا الأمر يغير في حالته النفسية بنسبة مختلفة تماماً.
لقد أكد علماء النفس أن رؤية المساحات الخضراء، تؤثر في الفرد وفي تعامله اليومي، لذلك في الدول الأوروبية، يمنحون لموظفيهم، وقت للراحة يذهبوا فيه إلى الحدائق والمتنزهات لرؤية المساحات الخضراء الواسعة والأشجار، لكي يخرجوا أعلى ما عندهم من طاقة في وقت العمل.
وهذا بالطبع ينعكس تماماً مع الفرد الذي يستيقظ كل صباح على الأصوات المزعجة والقلق، والضغط النفسي، والقمامة التي تنتشر بكل مكان والروائح الكريهة.
فيذهب إلى عمله وهو لا يرغب في أي شيء، وليس لديه أي إقبال على العمل، ولكن مضطر فقط لفعل ذلك، وينتظر وقت انتهاء العمل بأي صورة كانت.
أهم ما يميز الفن العربي الإسلامي
يعتبر الفن العربي الإسلامي من أقدم أنواع الفن الذي أخذ أكثر من صورة، فكان في مجالات متعددة، مثل الزخرفة والبنية والأشكال، فنجد الفن الإسلامي تطور مع تطور العصور.
نجد أثره موجود إلى وقتنا هذا في أشكال المساجد الضخمة التي بنيت وفقاً لرسم معماري ضخم، يجمع النقوش على جدرانه بأكثر من صورة وأكثر من زخرفة تجعل الزائر للمسجد، وكأنه بمكان سياحي يتأمل لكل جزء به.
حتى أن القصور الضخمة التي كانت للملوك، اتخذت الفن الإسلامي بأشكاله المختلفة في تأسيس هذا القصر، فظهرت النقوش على الأعمدة، والنواحي المختلفة من القصر، حتى أن السجاد الموجود بالمكان مزخرف، برسوم ونقوش مختلفة، والنقش على الفخار والعاج.
كذلك أدوات الطعام المصنوعة من الذهب والمعادن كانت تأخذ رسومات، وأشكال مزخرفة، بصور وكأنها لوحة فنية، لا يوجد ركن في هذه القصور إلا وكان له معلم فني وجمالي ذات أثر عميق.
اخترنا لك : بحث عن التنوع الحيوي والمحافظة عليه كامل
خاتمة بحث عن التذوق الجمالي وأنواعه
الفن والجمال بالرغم من أنه يأخذ الطبع الإسلامي، في أزمنة تنتشر بها العديد من الديانات إلا أنه ترك أثر عظيم جداً، في نفوس البشر، أصبحت هذه المساجد الضخمة التي يمر عليها عدة قرون، مزار سياحي يأتي إليه السائحين من كل إنحاء العالم ليتأملوا في ذلك الجمال.
مصادر: Aesthetic Taste, Taste