بحث عن حقوق الجار في الإسلام

بحث عن حقوق الجار في الإسلام، لقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجار، حتى ظننت أنه سيورثني، لقد أوصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحق الجار، وأن نعامله بالمعروف ونتقي الله به، فالجار هو الأقرب لنا، فعند حدوث أي مشكلة سنجد أن أول من يكون بجوارنا ليساعدنا هو الجار، لذلك أمرنا الله بأن نعامله بالمعروف.

مقدمة بحث عن حقوق الجار في الإسلام

إن الجار هو الذي يكون بجوارك في نفس المكان الذي نسكن فيه وإليه، فهو يراك وتراه أكثر من رؤيتنا لأهلنا، لذلك أمرنا الله أن نتحلى بالسلوك والمعاملة الحسنى.

لذلك تنتشر حكمة اختار الجار قبل الدار، لأن الجار هو الذي يجعلك تحب دارك، ويشاركك في أوقات فرحك وأوقات حزنك، هو الذي من السهل أن تلجأ إليه عند احتياج المساعدة،  لذلك لابد من أن نختار الجار الذي يكن على خلق ويعرف جيداً حقوق الجار.

شاهد أيضًا: بحث عن حقوق الجار طويل

ما هو حق الجار على جاره

الجار هو أول شخص يساعدك عند حدوث المشكلة فهناك أشخاص كثيرون علاقتهم مع جيرانهم أكبر بكثير من علاقتهم بأهلهم، حيث يتربى الأبناء معاً، ويشاركونا أغلب أوقات الحياة مع بعضهم البعض، ففي اليوم الذي لا يراك به يقوم بالسؤال عنك ويطمئن عليك.

فإن الجار الصالح يعد بعد الأهل أهل، لذلك لابد أن تسعى لمشاركته الأوقات الصعبة وحل مشاكله، هذا ما أمرنا الله به وأخبرنا بأن الله يكون في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، فالجار إن كان يمر بأزمة مادية أو كان بحاجه للمساعدة.

فواجب عليك أن تعاونه فلا تعتبر هذه المساعدة لشخص غريب، فنجد في حياتنا اليومية العديد من الأشخاص الذين يعاونون أو يساعدون جيرانهم مادياً، ولا يشعروهم بأنهم أقل منهم في شيء وأن هذا واجب عليهم.

كيف اختلف الجار قديماً وحديثاً

بالطبع يختلف مفهوم معني الجار الآن عن سابقاً، حيث كان قديماً الجار مثل الأخ تماماً فتجد في السابق الجار يشارك الجار في الطعام، فعندما يقوم أحدهم بطهي الطعام لابد أن يرسل لجاره من هذا الطعام، أو يأكلون معاً.

وتجد أبنائهم مثل الأخوة، وفي المناسبات لابد من أن يجتمعوا معاً مثل عيد الفطر يجتمعون معاً ليحضروا الكعك والبسكويت التي سيتم تناولها في عيد الفطر، ويسهرون سوياً لأداء صلاة العيد.

فلا يحدث عند أحدهم مشكلة إلا وكانت كأنها لدى الجميع ولا تختص بأحدهم فقط، بل تصبح مشكلتهم جميعاً ولابد من أن يقوون بحلها معاً سواء كانت مشاكل مادية أو اختلافات عائلية فهم كانوا يعتبرون كأنهم عائلة، بل وأقرب من الأهل والعائلات فكانوا بمثابة الأخوات.

فكان في هذا الوقت تنتشر البركة ويسود الحب والكرم بين الجميع، وقد نجد هذا يوجد الآن، ولكن في بعض الأماكن دون الأخرى توجد خاصة بالمناطق الشعبية ولدى الأجداد حالياً، ولا تقتصر هذه الحياة بين الجيران الذين يشاركون السكن فقط.

بل الجيران الذين يسكنون بالشارع عموماً، فكانوا جميعهم مثل الذين يعيشون في منزل واحد ففي وقت الشدة والعزاء تجد بيوتهم مفتوحة لك يشاركوك بل يحملوا الشدة عنك، ويتحملوها هم أكثر الناس الذين يشعرون بحزنك.

بل والأكثر من ذلك يقوموا باستقبال ضيوفك وكأنهم أهلك بل أكثر من أهلك لا يتركوك في حزنك، ويعلمون كل الطرق الذين يقومون من خلالها بتخفيف الحزن عنك.

حتى تبقى على ما يرام، وفي وقت فرحك يشاركوك الفرح ويساعدوك في تجهيز كل متطلباتك فيدخل الفرح بيتهم معك، وكأنكم أخوة.

دور الإسلام في نشر الحب بين الجيران

  • لم يقتصر هذا على الجيران الذين على نفس عقيدتنا الدينية فقط، بل هناك جيران ليس على نفس الدين ولكنهم أقرب لبعض من قربهم للأهل، فجميع الأديان تحث على المعاملة الحسنة للجار والتعامل بالخير.
  • فيجب أن أعامله بنفس المعاملة، وكثيراً ما نجد جيران يذهبون ويخرجون ويشاركون بعضهم المذاكرة والدراسة، حتى يظن الناس عندما يرونهم أنهم من شدة حبهم لبعضهم البعض وكأنهم أخوات تماماً.
  • ولكن للأسف مؤخراً اختلف معني كلمة الجار بشكل كبير جداً وذلك بسبب تشييد المباني الضخمة وانتشار أماكن جديدة للسكن فذهب البعض وترك مكانه الذي تربى ونشأ به إلى مكان بعيد.
  • فهناك العديد من الجيران يشاركون بعضهم في نفس المبنى وللأسف لا يعرفون حتى شكل بعضهم، فلقد ندرت البركة والخير وأصبح الجار الذي بجوارك بأمتار لا تعرفه.
  • ولكن هناك أشخاص لم يتأثروا بهذه المسافات فهم تربوا وتعلموا أن الجار هو الأقرب، لذلك لا يبعدون عن بعضهم ويقومون بتطبيق نفس العادات والتقاليد تجاه جارهم، ويسأل عنه وبالطبع يفعل جاره معه نفس الأشياء فيسال عنه، ويعامله معامله حسنة.
  • لأن هذا البعد وعدم تطبيق أوامر الله ورسوله، يجعل هناك فجوة كبيرة بين الجار وجاره أدي إلى أن هناك عديد من الأشخاص نجدهم الآن أمواتاَ في داخل بيوتهم لعدة أيام ولا يعرف عنهم شيئاً.

اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الجار وواجبنا نحوه

كيفية توجيه النصيحة للجار

  • لابد من أن نوجه النصيحة للجار، وتوجيه الجار للصواب إذا كان على خطأ، مثل إن كان بمشكلة وكان هو المخطئ لابد أن نقف بجواره أمام خصمه، ولكن مع توجيهه أنه هو المخطئ بالموضوع، وتبسيط الأمر له وحله دون أن ينصر خصمه عليه، بل نقف موقف الاعتدال.

اصطحاب الجار إلى الطريق المستقيم

  • لابد أن نستغل قرب المسافة بيننا وبين الجار، ونقوم بمجالس نذكر بها الله، ونجمع أبنائنا ونذهب سوياً إلى المسجد وحلقات العلم، ونتنافس في حفظ القرآن، وأن نرشد كلاً مننا بعضنا الآخر إلى الطريق الصائب ليبارك الله لنا في ديننا وأولادنا وحياتنا.

عدم إساءة الظن بالجار

  • قال الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم( يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعد الظن أثم)، أي إذا رأينا من جارنا شيء لا نظن به الظن السيئ ونذهب نتحدث عنه بكل مكان ونجعل الآخرون يظنون عنه نفس الظن.
  • بل نذهب إليه ونسأله عن هذا الأمر، ونقوم بالاستفسار منه، إن ما ظننه به صحيح أم غير صحيح، وهنا سيوضح لك الأمر الصحيح، أما إن كان عكس ذلك أي أنه يقوم بعمل شيء تراه خطأ.
  • هنا وجبت عليك تقديم النصيحة، وعدم كشف ستره متذكرين بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله يوم القيامة.

قد يهمك : مقال عن التعاون وآثره على الفرد والمجتمع

خاتمة بحث عن حقوق الجار في الإسلام

أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بعدم أذى الجار حتى وإن كان يقوم بتقديم الأذى لنا، فلابد من توجيهه بالحسنى والصبر على إيذاءه حتى وإن كان قادراً على إيذائنا، فرسول الله صلي الله عليه وسلم كان يصبر على أذى الكافر الذي كان يقوم بإلقاء القمامة أمام منزلة، ويوجه له الأذى المعنوي واللفظي، ولكن رسول الله كان يصبر برغم من أنه لو كان طلب من الله أن يجعلهم عبرة لكان لبى الله طلبه، ولكن رسول الله كان عنده رقة القلب والسماحة يتحلى بدين الإسلام، لذلك لابد أن نأخذ رسول الله قدوة لنا.

قد يعجبك أيضا: