اهمية علم الصرف والنحو

اهمية علم الصرف والنحو لكل كلمة في علم اللغة دلالة واسعة ومُتشعِّبة، فهناك مثلاً عِلم الأصوات والذي يهتم بتعيين صوت كل حرف داخل الكلمة، وكذلك مخرجه، وصفاته وأيضاً هناك علم الدلالة والذي يعتني ببيان معنى الكلمة، وما يمكن أن تحمله الكلمة من معنى بلاغي، وهناك علم النحو محور مقالنا الذي يبيّن المكان الإعرابي للكلمة داخل الجملة والتعرف بعلامات إعرابها، كما يوجد أيضاً علم الصرف المعنىِ به مقالنا والذي يدرس بُنية وهيئة الكلمة كما هي، وكذلك أوزانها دون الحاجة لمعرفة موقعها من الإعراب في الجملة.

تعريف علم الصرف

علم الصرف في اللغة 

هو التغيير ويُقال للصرف أيضاً التصريف فمثلاً يُقال تصريف الرياح، أي أنها دائمة التغيير من الشمال لليمين ومن جابها للخير أو الشر وهكذا.

شاهد أيضًا: موضوع عن التوابع والأساليب النحوية في اللغة العربية

علم الصرف اصطلاحًا

  • وأمّا اصطلاحًا فالصَّرف هو العِلم المعنى بدراسة التغيير الذي يطرأ على صيغة الكلمة وبنيانها، وما يدخل عليها من تغيير سواء بالزيادة أو بالنقصان، أو بالإبدال أو القلب، وغير ذلك من التغيرات.
  • ومن الأمثلة على ذلك كلمة (سَعِدَ)، فمن الممكن أن يطرأ على هذه الكلمة العديد من الزيادات مثل: مُساعدة، وسَعيد،
  • ومن أمثلة الحَذف: كلمة (عِظة)؛ فلقد حُذِفت الواو من ماضي الكلمة وهو (وَعَظَ) وأُبدلَت الواو في أول الكلمة بتاء مربوطة في آخِر الكلمة لتصبح(عِظَة).
  • ومن الأمثلة على الإبدال الفعل (اصطبر)، فنجد أن أَصْل الفعل (صَبر)، والفعل (اصطبر) على وزن (افتَعل)، فمن الازم أن يكون أصله (اصتَبر)، حيث أُبدِلت التاء بحرف الطاء،
  • ومن الأمثلة على القَلب: الفعل (دعا)، فالألف هنا مُنقلِبة عن واو الموجودة في أصل الفعل (يدعو)،

واضع علم الصَّرف 

  • معاذ بن مُسلِم الهرّاء، وقد قِيل هو علي بن أبي طالب -(رضي الله عنه)-، وقد كان استمدّ هذا العلم وقواعده من كلام الله سبحانه تعالى، وكذلك من الأحاديث النبوية، وكلام العرب،
  • والغاية من وضع علم الصرف هي حِفظ اللسان العربي من الخطأ في المعنى أو الخطأ في الدلالة التي تدلّ عليها الكلمة.

فروع عِلم الصَّرف 

يتناول علم الصرف دراسة ما يأتي:

  • الميزان الصرفيّ: وهو مقياس وضعه علماء العرب للغة للتعرف بُنية الكلمة، ورجوعه لأصوله الثلاثية هي: ف ع ل، والزيادة في الحروف التي تدخل على الأفعال: حيث تدخل بعض الحروف وتكون زائدة على أَصل الكلمة، حيث تؤدّي معنىً دلاليّاً خاصّاً بها، وقد جُمعت مجموعة في كلمة (سألتمونيها).
  • المصادر: فتتضمّن المصدر الصريح، مثل: انطلاق وصعود، والمصدر الميمي، في كلمة موقِف، والمصدر الصناعي، في كلمة وطنيّة.
  • المُشتَقّات: وتتضمن كلاً من اسم الفاعل، مثل كاتِب، وكذلك اسم المفعول، مثل مكتوب، وأيضاً صيغة المبالغة مثل: حذِر، والصفة المُشبَّهة، مثل حمراء وأحمر، واسما الزمان والمكان، مثل موقف ومَوْعِد، واسم الآلة، مثل مفتاح.
  • ويتناول عِلم الصَّرف الأسماء الجامدة، مثل عناصر الطبيعة الحسّية، كشمسٍ ورَجُلٍ فهما أسمان لا فعل لهما ولا اشتقاق.

أهمية علم الصرف 

  • لذلك فإنه عند دراسة علم الصرف فأنت بذلك تجعل لنفسك حصانة تمنعك من الوقوع في الخطأ في الكلمات العربية.
  • وأيضاً تقيك من اللحن وهو الخطأ في ضبط صيغها، ولذلك فإن علم الصرف ييسّر لك تلوين الخطاب ويساعدك على معرفة الأصلي من حروف الكلمات أو الزائد منها.
  • والحقيقة ان علم الصرف يُعد من أجلِّ العلوم العربية من حيث الموضوع، ومن أعظمها خطرًا لذلك يعتبر علم الصرف من أحق العلوم بأن نعتني ونُعنا به. وبأن ننكبَّ على دراسته وأن لا ندخر جهداً أو وسعاً في التزود منه.
  • فمثلاً عندما تتلاقى مجموعة من الأصوات لكي تؤلف كلمة من الكلمات فإنها تتخذ هيئة خاصة في تكوين الكلمة، وكذلك
  • أحوالها بدون إعراب ولا بناءً، وهنا يتبين أن معرفة بناء الكلمة الصرفيّ هو ما يساعد في معرفة موقع الكلمة وما يليها في الجملة من حيث الإعراب والمعنى.
  • ومن الجدير بالذكر بأن علم الصرف يتدخل في بيان أحكام تصريف الكلمة وبنيانها وتقسيمها إلى أجناس وأنواع، وذلك بحسب وظائف لكلمة كأن يقسمها مثلاً إلى أجناس الاسم والفعل والأداة وأيضاً من حيث التأنيث والتذكير والجمع والإفراد.

شاهد أيضًا: ما هي حروف العطف كاملة

علم النحو

  • هناك إشاعة متداولة بين الناس وبين الدارسين أنّ اللغة العربيّة لغة صعبة، وحتى قواعد اللغة النحويّة صعبة الفهم، إلا أنّ ما يقال ليس إلا دليلٌ على جهل مَن يتهم اللغة بذلك، ويُعد ظلمٌ لها،
  • فالنَّحو العربيّ ليس كما يشِاعَ عنه، فهو ليس بالصعب ولا المُعقَّد، بل هو كسائر العلوم واللغات،
  • إلا أنه يجب أن يُدرَس دراسة جادّة وتكون مَبنيّة على أسس وقواعد معينة، حيث أنه يتميَّز بقواعده الثابتة والراسخة، ممّا سهل دراسته؛ وكذلك فهمه.
  • كما أنه يتميِّز عن سائر القواعد النحويّة لباقي اللغات، بمرونَته في عدم الالتزام بترتيب أركان الجملة وذلك في حالات مُعيَّنة، مع المُحافَظة على المعنى، مثلاً كتقديم المفعول به على الفاعل، وأيضاً بتقديم الخبر على المُبتدَأ، وهكذا.
  • وقد سُمِّيَ النَّحو بذلك الاسم حيث أننا نَنحو مَنحى العَرب في كل كلامهم، فعندما نقول (نحا نَحْو الشيء) يعني قَصدَه وقلده ومشى على أثره

أسباب وضع علم النحو ومن أول مؤسسيه

  • ترجع نشأة علم النَّحو العربيّ لكثرة انتشار الفتوحات الإسلاميّة في العصر الأمويّ، حيث أصبحت اللغة العربيّة هي الأولى للشعوب الإسلاميّة، فظهرَ اللَّحْن والخطأ لدى شعوب هذه المناطق حديثة العهد بالإسلام واللغة العربية، وضَعُفَ اللسان العَرَبي.
  • ولهذا ظهرت الحاجة للحفاظ على لغة القرآن والسنّة النبوية الشريفة، وضَبْط الكلمات.
  • ولقد كان (أبو الأسود الدُّؤلي) على أرجح الأقوال أوّل مَن قام بابتداع طريقة فريدة وخاصة لضَبْط الكلمات في آيات القرآن الكريم، فقام بوضع نقطة بلون معاكس للون الكتابة، وذلك فوق الحَرف كدليل على الفتحة، وأيضاً وضع نقطة أسفل الحَرف كدليل على الكسرة وهكذا.

فأصبح هو أوّل من قام بوضع نَقَّط المُصحَف، أي أوّل من وَضعَ علم النَّحو:

  •  وقد قِيلَ بأنّ أوّل من قام بوَضَع علم النَّحو هو (الخليل بن أحمد الفراهيديّ).
  • وقيل بأنّه (علي بن أبي طالب) -كرم الله وجهه-.
  • وقيل بأنّه(سيبَوَيْه) وتوالى العديد من العلماء منذ القرن الثاني جاهدين للحفاظ على القواعد النحويّة.

أهميّة علم النَّحو

تُعد المعرفة بعلم النَّحو العربيّ من الضروريات، التي لابد منها لكلّ عربي ولكل مسلم لكي يستقيمَ لسانه، فمن أسباب أهميّة المعرفة بالقواعد النَّحوية وضَبْط الكلمة ما يأتي:

  • اللغة العربيّة هي لغة القرآن، فلابدّ لكلّ من يريد فَهْم القرآنِ والدين الإسلامي، أن يقوم بقراءته قراءة صحيحة، ولكي يفهمَ ما ورد فيه من الأحكام الشرعيّة بصورة صحيحة، وتجاوز اللحن الذي يمكن أن يحدث عند قراءة الآية بدون ضبط.
  • وَكمثال على ذلك قول الله تعالى: (أَنَّ اللَّـهَ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ وَرَسولُهُ)، فمن الممكن أن يحدث خطأ لدى بعض التالين للقرآن الكريم دون قصد، فتقرأ كلمة رسوله بكسر اللام، فيصبح المعنى مُخالِفاً للشريعة الإسلاميّة.
  • حيث يصبح المعنى أنّ الله سبحانه وتعالى بريء من المشركين وكذلك برئ من رسوله، بل المَقصود في الآية الكريمة أنّ الله سبحانه تعالى وأيضاً رسولُه بريئان من المشركين.
  • ولعل الغاية العُظمى لأهمية قواعد النَّحو هي الحفاظ على المعنى، فلولا العلامات، والحركات الإعرابيّة، لاختلّ المعنى واختل بالتالي سياق وفَهم الكلام.

شاهد أيضًا: اقسام الكلام وأنواع الجمل

فكل من يهتم بقواعد الصرف النَّحو العربيّ يشعر باعتزازٍ كبير بلغته، وبالفَخْر بالانتماء لهذه اللغة الغنيّة والمَليئة بالمعاني الجميلة والدقيقة والعميقة والحيويّة، وبالمُتعَة، والطَّرافة.

قد يعجبك أيضا: