أحكام النون الساكنة والتنوين وحروفها
أحكام النون الساكنة والتنوين وحروفها، إن أحكام النون الساكنة، هي الأصل في الأحكام الأربع أو الإظهار، أما بالنسبة لباقي الأحكام فهو فرع يحتاج لسبب يقتضي بالإدغام أو القلب والإخفاء في إدغام بغير الغنة، وستفقد النون الساكنة ذاتها ووصفها معًا ويمكنها المحافظة على الغنة، أما في حالات الإدغام بالغنة مع التشديد على الحرف المدغم في النوعين سويًا، والنون الساكنة من الحروف الهجائية المثبتة في بناء الكلمات ولا حركات لها، وتكون في الفعل أو الحرف أو الاسم، وتوجد طرف ووسط الكلمة، ويمكن تثبيتها خطًا ولفظًا ووقفًا ووصلاً، أما التنوين فهو النون الساكنة الزائدة التي تلحق بآخر الاسم لفظًا لا خطا ووصل لا وقف.
المحتويات
أحكام النون الساكنة والتنوين
لالتقاء النون الساكنة والتنوين مع الحروف الهجائية الأخرى أربع حالات ويتم تسميتها بأحكام النون الساكنة والتنوين وفيما يلي بيان لهذه الحالات مع المثال لكل حالة:
الإظهار:
يمكننا التعرف على الإظهار، بأنه خروج كل حرف من الحروف الظاهرة من مخرجها بغير غنة، وهي: الهاء، الحاء، والهمزة، والعين، والغين، والخاء ويكون مخرجها من الحلق، لذلك يطلق عليه الإظهار واسمه إظهار حلقي، ثم تأتي هذه الحروف مع النون الساكنة في كلمتين أو كلمة واحدة، أما بعد التنوين لا يأتي إلا في الكلمتين سوف نقوم بعرض.
أمثلة عن الإظهار فيما يأتي:
الحرف النون الساكنة التنوين الهمزة يَنْأَوْنَ مَنْ آمَنَ. كُلٌّ آمَنَ الهاء مِّنْهُم مِنْ هَادٍ.
قَوْمٍ هَادٍ العين أَنْعَمْتَ مَنْ عَمِلَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ الحاء وَانْحَرْ فَمَنْ حَاجَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ الغين فَسَيُنْغِضُونَ-مِنْ وَرَبُّ
غَفُورٍ. غَفُورٌ
الخاء وَالْمُنْخَنِقَةُ-مِّنْ خِلَافٍ. عَلِيمًا
خَبِيرًا
الإدغام:
ويراد به الالتقاء الحرف الساكن بالحرف الآخر المتحرك، حتى يصبحوا حرف واحد مشدد، نقوم برفع اللسان عند النطق بالحرف مرة واحدة، والغنة هي صوت رخيم يجب خروجه من الأنف ونقوم بتقسيم الإدغام إلى قسمان إدغام بغنة وإدغام من غير غنة ويأتي الإدغام بالغنة في أربع حروف وهي: النون، والياء، والواو، والمقيم.
يأتي بعد ذلك الإدغام بغير الغنة في الراء، واللام، ولا يوجد الإدغام إلا في كلمتين، وقد وجب الإدغام بالغنة فيستثني من ذلك النون مثلما جاء في قوله تعالى: “يس وَالْقُرْآنِ” (يس:1،2) و “ن وَالْقَلَمِ”(القلم:1) فلا يوجد إدغام يوجد إظهار مثلما وقع هذا النوع مع الياء والواو في كلمة ” الدنيا” وكما ورد في قوله تعالى {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (سورة الأعلى الآية:16)
{صنوان} كما في قوله تعالى
{وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} (سورة الرعد الآية :4) {قنوان} كما في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} (سورة الأنعام الآية :99) {بنيان} كما في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ} (سورة الصف الآية :4).
الإقلاب:
يُراد بالإقلاب أن يقوم بجعل حرف مكان حرف مع الحفاظ على الغنة في الحرف الأول، وله حرف هو الباء، ثم يأتي الإقلاب في كلمة واحدة مثل (أنبئهم) كما ورد في الآية الكريمة:
{قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} (سورة البقرة الآية :33)، ومثل {أنبئوني} كما في قوله تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} (سورة البقرة: 31). ومع النون الساكنة في كلمتين “من بعد” وكما جاء في قوله تعالى {ما كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (سورة التوبة الآية :113)، ومثل {فمن يؤمن بربه} كما في قوله تعالى {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا} (سورة الجن الآية :13).
ومع التنوين مثل {زوج بهيج} كما في قوله تعالى {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج} (سورة ق الآية:7)، ومثل {لنسفعاً بالناصية} كما في قوله تعالى {كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} (سورة العلق الآية: 15).
الإخفاء:
بالنسبة للإخفاء يراد به النطق بالحرف بصفة ما بين الإدغام والإظهار، وأن يتم تعريته عندما يتشدد، مع إبقاء الغنة وعدم الاستغناء عنها في النون الساكنة والتنوين، والحروف هي: الذال، الصاد، والكاف، والجيم، والثاء، والسين، والشين، والدال، والكاف، والطاء، والفاء، والزاي، والظاء، والضاد، وإليكم بعض الأمثلة عن الإخفاء:
الحرف. النون الساكنة. التنوين الصاد. يَنصُرُكُم أَن صَدُّوكُمْ
لينذر-مَّن ذَا سِرَاعًا ذَٰلِكَ
الَّذِي الثاء مَّنثُورًا -مِن ثَمَرِهِ تَمْهِيدًا ثُمَّ
الكاف مِّنكُم-مَن كَانَ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ الجيم. تُنجِيكُم-مَن جَاءَ فَصَبْرٌ
جَمِيل.
شاهد أيضًا: ما هو الفعل المضارع في اللغة العربية؟
ما هو الفرق بين النون الساكنة والتنوين
يمكن النون الساكنة أن تختلف عن التنوين، في الكثير من الأمور وهي:
- النون الساكنة هي حرف أصلي يكون بخلاف التنوين فإنه حرف زائد.
- تكون النون ثابتة في الوصل والوقف أما بالنسبة للتنوين فيكون ثابت في الوصل فقط، بل عند الوقوف عليه يكون بالكسرتين أو ضمتين أو يوقف عليه بسكون ويكون هذا الأصل، وعندما يكون بالفتحتين نقوم بتبديل الفتحتان نبدلهم ألفًا تمد بمقدار حركتين مثل الآية الكريمة {أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَادًا} (النبأ الآية :6) إلا إذا كانت الفتحتان تنوين لتاء مربوطة فيتم الوقف عليها بالسكون مثل هذه الآية الكريمة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً}. (الشعراء:174)
- تأتي النون الساكنة في الأفعال والأسماء والحروف، فأما عن التنوين فلا يأتي إلا في الأسماء فقط مثل كلمة (سندس) في قول الله تعالى { وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} (الكهف الآية :31) وتكون الأفعال مثل: ” فانتصر” مثل الذي ورد في هذه الآية عن لسان سيدنا نوح عليه السلام أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ } (القمر الآية :10) وتكون أيضًا في الحروف مثل (من) في قول الله تعالى {مِنَ يضلل الله فلا هادى له ويذرهم في طغيانهم يعمهونِ} (الأعراف : الآية 186) أما بالنسبة للتنوين لا يأتي إلا في الأسماء مثل ما جاء في الآية الكريمة {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم} (الحجرات الآية :1).
- تأتي النون الساكنة في وسط الكلمة وتكون متطرفة، أما عن التنوين فلا مانع أن يكون متطرفًا.
أمثلة على أحكام النون الساكنة والتنوين من سورة البقرة
يمكننا أن نفرق بين النون الساكنة والتنوين، وسوف نتعرف على الفرق بينهم من خلال هذا:
- بالنسبة للنون هي ثابتة في الخط واللفظ، أما بالنسبة للتنوين فيكون ساكن وزائد يحلق بآخر الاسم في ذلك اللفظ.
- وتم إدخال النون الساكنة في الأفعال، والأسماء، والحروف، ولكن لا يدخل التنوين إلا في الأسماء.
- تثبت النون الساكنة في وسط الكلام أو في آخره، إنما التنوين يكون في أخر الكلمة.
شاهد أيضًا: ما هي حروف الجر في اللغة العربية
أحكام النون الساكنة والتنوين
- أول الأحكام من حكم النون الساكنة هو الإظهار.
- عرف علماء التجويد أحكام النون الساكنة عبر إخراج كل حرف من المكان الأصلي دون إخفاء للحرف الذي ينطق.
- وسوف نقدم لكم ست حروف ترتبط بالنون الساكنة هي: الهاء، الغين، الهمزة، العين، الحاء، ولكن بحيث أن يكون أول حرفين منها يكون ارتباطهم بنطقهم من الحلق، وثاني حرفين يكون النطق في وسط الحلق، وبالنهاية يكون آخر حرفين بالطبقة السفلى في الحلق.
- بالنسبة للحكم الثاني فيكون هو الإدغام الذي أدخله علماء التجويد على الحرف الساكن، أو إدخاله على الحرف المتحرك بالشكل الذي لا يمكنه التأثير على النطق.
- أما بالنسبة للحكم الثالث وهو الإقلاب الذي تم معرفته بالنون الساكنة أو التنوين الذي يضاف إليه الميم الذي آتى بعد حرف الباء مع الحفاظ على الغنة.
- الحكم الرابع من أحكام التجويد وهو الإخفاء ويعتبر الإخفاء الحقيقي الذي عرف بإطلاق الحروف بين الإدغام والإظهار.
- وجمع بعض علماء الفقه بين الإظهار والإدغام في النطق بالحروف.
- أما النون الساكنة من قبل حروف الإخفاء والإدغام كانت خالية من السكون.
- أما في الإظهار فلا تكون الحروف خالية من السكون.
- بالنسبة للتنوين تكون الحروف متساوية التي كانت قبل النون الساكنة.
- أما في الإظهار فتكون متساوية مع النون الساكنة.
شاهد أيضًا: علامات الترقيم في اللغة العربية
نتمنى أن نكون وفقنا في توصيل معلومات مهمة وقيمة عن مقال اليوم عن أحكام النون الساكنة والتنوين وحروفها.