النعت الحقيقي والسببي

النعت الحقيقي والسببي يعد النعت من أحد التوابع الموجودة في نحو اللغة العربية، وتلك التوابع هي أسماء تقوم بتتبع ما يأتي قبلها، وتلك التوابع هي البدل و النعت والعطف والتوكيد، تعريف النعت هو عبارة عن صفة، فيوجد في الجملة من أجل توضيح صفة ما.

أولًا: النعت الحقيقي

يقوم النعت الحقيقي يتبع المنعوت الخاص به في تلك الحالات الخمس، ولا يعارضه فيها:

  • الإفراد: ففي تلك الحالة إن كان المنعوت في حالته المفردة فيكون نعته الحقيقي مثله؛ مثل قول الله تعالى:(وبالكتاب المنير)، وقول الله تعالى: (إِنها بقرة صفراء)، وقوله الله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم).
  • والتثنية: وفي حالة إن كان المنعوت في حالة المثنى فإن نعته الحقيقي يكون مثله؛ ومثال على هذا قوله الله تعالى: (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين)، لقول الله تعالى: (فيهما عينان نضاختان)، وفي قوله عز وجل: (لا تتخذوا إِلهين اثنين).
  • والجمع: وفي تلك الحالة إن كان المنعوت في حالة الجمع يكون نعته الحقيقي مثله، وأمثلة على هذا: قول الله تعالى: (فسوف يأتي اللَّه بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أغزة على الكافرين)، وأيضاً في قول الله تعالى: (بل أنتم قوم عادون).
  • والتذكير: وبتلك الحالة إن كان المنعوت في حالة المذكر فإن نعته الحقيقي يكون أيضاً مذكر؛ وأمثلة على هذا في قول الله تعالى: (ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم)، وفي قول الله تعالى: (ويتبع كل شيطان مريد)، وقول الله عز وجل: (بل عباد مكرمون).
  • والتأنيث: وفي هذه الحالة إن كان المنعوت في حالته المؤنثة فإن نعته الحقيقي يكون مثله بصورته المؤنثة؛ وأمثلة على هذا قول الله تعالى: (فتحرير رقبة مؤمنة)، وفي قول الله سبحانه وتعالى: (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات)

وبهذا فإن النعت الحقيقي يجمع أربع صفات من أصل عشرة في آن واحد، وتلك النسبة لحالة الاسم كالآتي ثلاث حالات وفقاً الإعراب: الرفع، والجر، النصب، وثلاث حالات وفقاً للإفراد وغيره: الإفراد، والجمع، التثنية، وحالتين وفقاً للتأنيث والتذكير، وحالتين وفقاً التعريف والتنكير، فتلك العشرة حالات للاسم.

وليس في آن واحد يكون الاسم عليها كلها؛ وهذا للتضاد التي يتواجد في بعضها، وبهذا لا يمكن أن يكون الاسم مذكرًا مؤنثًا، ولا مرفوعًا مجرورًا منصوبًا، ولا مجموعا مفردًا مثناً، ولا معرفًا منكرًا، ولكن تكون جامعه في آن واحد أربعة، وتكون واحدة من كل قسم مختلف.

ومثال على هذا: في قول الله عز وجل: (بل عباد مكرمون)؛ ففي قول الله سبحانه وتعالى: (عباد، مكرمون) هما متوافقان في حالتهم الإعرابية، فـ (عباد) هو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير بل هم عباد: يكون مرفوع بالضمة، ومكرمون: هو نعت مرفوع بـ الواو، وهما متوافقان أيضاً في حالة التنكير، ومتوافقان كذلك في حالة التذكير، وأيضاً متوافقان في حالة الجمع؛ فتلك هي الأربعة أمور: الجمع، والرفع، والتنكير، والتذكير.

شاهد أيضًا: ما هي حروف العطف كاملة

ومثال على النعت الحقيقي من كتاب الله عز وجل

  • وفي قوله عز وجل: (وإن لك لأجرًا غير ممنون). 
  • وفي قول الله عز وجل: (بل أنتم قوم عادون).
  • وفي قول الله عز وجل: (وإنك لعلى خلق عظيم).
  • وفي قول الله تبارك وتعالى: (فيهما عينان نضاختان).
  • وفي قول الله سبحانه وتعالى: (يطوف عليهم ولدان مخلدون). 
  • وفي قول الله عز وجل: (تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر).
  • وفي قول الله سبحانه وتعالى: (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات).
  • قوله الله سبحانه وتعالى: (فيها عين جارية / فيها سرر مرفوعة/ وأكواب موضوعة / ونمارق مصفوفة/ وزرابي مبثوثة).

شاهد أيضًا: حروف العطف ومعانيها

ثانيًا: النعت السببي

س/ هل النعت السببي يقوم بتتبع المنعوت الخاص به في التثنية، والجمع، والإفراد، وفي التأنيث والتذكير؟

ج/ وإجابةً على ذلك السؤال يمكننا القول:

  • وفقاً لحالتي التأنيث والتذكير، في يطابق النعت السببي الاسم الظاهر الذي يليه المرفوع به، ولا يرجع في هذا إلى حالة المنعوت، وحكمه الإعرابي يكون وقتها حكم الفعل الذي يجب أن يحل محله في الجملة، فيكون القول: هذا ابن عاملة والدته/ وتلك فتاة عالم والدها.

وفي الجملتين السابقتين نلاحظ أن النعت الأول والذي هو “عاملة” كان في الجملة مؤنثًا بالرغم من أن المنعوت فيها كان مذكراً؛ هذا لأن الاسم الذي يليه وهو “أمه” كان مؤنثاً، وذلك لأننا لو استندنا مكانه فعلاً لأصبح مؤنثًا، فحينها نقول: عملت والدته.

وأيضاً في الجملة الثانية الأخرى؛ حيث جاء النعت والذي هو “عالم” بهيئته المذكرة؛ لأن ما يليه من اسم “والدها” كان مذكراً، وهنا إذ أسندت مكان النعت فعلًا، فحينها نقول: “علم والدها”، ولهذا مثالاً في القرآن الكريم وقول الله عز وجل: (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها).

  • أما وفقاً لحالات الإفراد والجمع والتثنية، فينبغي إفراد النعت السببي، وهذا سواء أكان ما يليه بشكله المفرد، أو المثنى، أو الجمع المذكر السالم أو المؤنث السالم، ولا ينظر أبداً إلى حال المنعوت؛ هذا لأن الاسم الذي يلي النعت السببي هو فاعلًا له، أو يكون نائب فاعل.

وكما يحدث مع الفاعل ونائب الفاعل، وهو أن الفعل ينبغي أن يخلو معهما من علامات الجمع والتثنية، وأيضاً ينبغي أن يصبح النعت هنا، فيمكن أن نقول: هذا ولدٌ صالحٌ والده/ وهذان ولدانِ صالح والدهما/ وهذه مؤسسة مخلصٌ موظفوها/ وتلك مؤسسات مخلصةٌ موظفاتها، كما نقول أيضاً: صلح والده/ صلح والدهما/ أخلص موظفوها/ أخلصت موظفتها.

  • أما وفقاً لحالات الإفراد والجمع والتثنية، فيكون دائماً النعت السببي مفردًا، وإن كان منعوته مثنى، أو جمع تصحيح، بغض النظر عما إن كان جمع تكسير، فيجوز وقتها فيه: الجمع والإفراد، وتلك بعضاً من الأمثلة عليها تبين كيفية اتباع النعت السببي لمنعوته في الإعراب، وفي حالتي التنكير والتعريف، وكيفية اتباع مرفوعة في حالتي التأنيث والتذكير مع إلزامه الإفراد:

المثال الأول: في قول الله تعالى: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)، فهنا النعت السببي هو: (مختلف)، ومنعوته (شراب).

وهنا تبعية النعت لمنعوته في اثنين من خمس: أن النعت “مختلف” هو مرفوع مثل منعوته “شراب”، وفي حالة الرفع واحد من ثلاث، وأن النعت نكرة مثل منعوته “شراب”، وحالة التنكير واحد من اثنين.

كما أيضاً أن ذلك النعت السببي “مختلف” قد تتبع الاسم المرفوع والذي يليه في تذكيره، وحالة التذكير واحد من اثنين، وأيضاً هو كان مفرداً.

المثال الثاني: “الخطيب العذب صوته، يؤثر على سامعيه” هنا يكون النعت السببي هو “العذب” وهو مفرد، وقد اتفق ما يليه (صوته) في حالة التذكير، أيضاً كما أنه اتفق مع المنعوت “الخطيب” في حالة الرفع، وفي حالة التعريف أيضاً.

المثال الثالث: “إن المسلمة العظيم إيمانها تعلم أجيالًا ينتفع بها دين الإسلام”، هنا النعت السببي “العظيم” كان مفرداً، وقد اتفق المنعوت “المسلمة” في حالة النصب، وفي حالة التعريف أيضاً، واتفق ما يليه في التذكير أيضاً.

المثال الرابع: “ينتشر كل كتاب فريدة مادته”، هنا النعت السببي هو “فريدة” وكان مفرداً، وقد اتفق المنعوت معه “كتاب” في حالة الجر، وأيضاً في حالة التنكير، وقد اتفق ما يليه “مادته” في حالة التأنيث أيضاً.

المثال الخامس: “ظهر في تلك الأيام شباب عظيمٌ إيمانهم، هنا النعت السببي هو “عظيم” وكان مفرد، وقد اتفق معه المنعوت في حالة الرفع وأيضاً في حالة التذكير، وقد اتفق ما يليه في حالة التذكير أيضاً.

شاهد أيضًا: أنواع النعت من حيث معناه

وفي هذا المقال نكون قد أوضحنا لكم النعت الحقيقي والسببي وبعض المعلومات المفيدة عنهم، على أمل إفادتكم بما قدمناه لكم.

قد يعجبك أيضا: