أهمية الحياء في الإسلام
لقد منح الله الإسلام الكثير من الخصال، التي قد يجب على المرء أن يتحلى بها في حياته لكي يتمكن من أن يكون شخص مؤثر تأثير إيجابي في هذا المجتمع، كما أن جميع الأديان السماوية جميعها، قد تدعوا إلى الكثير من الخصال والأخلاق الحميدة، التي هي السبب في الارتقاء بالأمم إلى الإمام والرفع من مكانته في مقابل باقي الشعوب الأخرى.
المحتويات
مقدمة عن الحياء في الإسلام
لقد حث الإسلام على التحلي بخلق الحياء، الذي يعتبر من أبرز وأهم الصفات التي قد يجب، أن يتحلى بها المرء في حياته، لكي يستطيع المرء أن يحبه ويمدحه الناس والله سواء في حياته أو بعد مماته.
قيمة الحياء في الإسلام
لقد نزه الإسلام وعظم، قيمة الحياء وقد جعلها مدخلاً ومفتاحاً، من الأخلاق الكريمة.
فقد ميز الإسلام بين مختلف القيم سواء جميلها أو قبحها، ومن أهم هذه القيم هي قيمة الحياء.
ولا يعتبر الحياء هذا هو أحد صور وظاهر الخلق الحسن فقط، بل أن خلق الحياء يتوج على رأس باقي القيم المختلفة.
فحسن الخلق قد يتميز بالحياء من الناس، بأن يستحي هذا الشخص من القيام بأي عمل غير لائق أما غيره دون استيحاء من هذا.
كما قد يتمثل قيم الخلق في الحياء من الله، والبعد عن المصائب والأعمال والذنوب التي قد تغضب الله عز وجل.
ولا يعني هذا أن المرء عليه أن يتحلى بخلق الحياء أمام الناس فقط، لكي يظهر على الخلق.
بالطبع لا يعني هذا المفهوم ذلك، بل أن خلق الحياء يبدأ من النفس وأن يتحلى المرء بحسن الخلق هذه من داخل نفسه.
هذا الخلق الذي ينبع من داخله هو من يتحكم ويجعله يتحلى بتلك الصفة أمام الجميع دون تحكم أو تدريب على هذا الأمر.
فإن كان المرء مدرب على شيء معين، يقوم به في بعض الأوقات والأخرى لا فمن المحتمل بالطبع أن يخطئ.
ويقع في القيام ببعض الأشياء التي قد لا تتوافق مع الأعمال التي تتوافق بخلق الحياء.
لهذا السبب نجد أن تلك الصفة تبدأ من داخل النفس وليس ظاهرها فقط وإلا لما اندرج تحت مفهوم الخلق من الأساس.
فخلق الإسلام هو الحياء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اخترنا لك: أنواع الحياء في الإسلام
هل صفة الحياء مادية أم معنوية
نحن عندما نتحدث عن الصفات التي قد يتحلى بها المرء، قد نرى أن هذه الصفات قد تتمثل في الجوانب المعنوية.
فنحن لا يمكنا أن نلمس هذه الصفات بالأيدي، أو نقوم بوزنها بل أن الصفات تعتبر معنوية.
وصفة الحياء من بين الصفات الفطرية التي يولد الإنسان بها، ولا تحتاج إلى تعلم من خلال التدريب عليها.
لأن الله عز وجل عندما يخلق الإنسان يمنحه، بعض من الصفات التي تتأصل بداخله.
ولكن بالرغم من أن هذه الصفات والتي قد تأتي من بينهم صفة الحياء، صفة مفطورة إلا أنها تحتاج إلى تنمية.
فعلى العالم الخارجي أن يعمل على تنمية هذه الصفة والعمل، على توسيعها بصورة أفضل وأعم من التي قد تبدو عليها.
فمن خلق الحياء هذا، يقوم المرء بالأفعال الخيرة بشكل تلقائي وبدون الحاجة إلى تفكير.
فالمرء عندما يحتاج إلى أن يقوم بتحريك يده في اتجاه معين كالسير، أو القيام بفعل ما فإن هذا لا يحتاج منه إلى تفكير بل يفعل هذا بشكل تلقائي.
عندما يمتلك الإنسان صفة الحياء في نفسه، يخاف من أن يفعل أي معصية أو يقوم بذنب قد يغضب الله منه عليه.
كما يتجه إلى القيام بالأفعال الخيرة، التي قد تخدم المجتمع والناس ككل، وليست التي تعود للمصلحة الذاتية فقط.
شاهد أيضًا: أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع
أهمية خلق الحياء
يعتبر خلق الحياء من أهم السمات والصفات التي يجب على المرء أن يتحل بها في حياته.
وتلك الصفة قد تكثر بها الكثير من المهام، التي قد تساعد في نهضة الإنسان والمجتمع ومن هذه المهام:
إن الحياء يكون بصفة الرقيب على حياة المرء ليقوم بتوجيهه إلى ما هو صواب وما هو خطأ.
فنحن قد نرى أن الحياء، يمثل أهمية كبرى في قيمة المرء أن يفعل ما قد يرضي ضميره.
سواء في العمل الذي قد يقوم به على أكمل وجه، لكي يؤدي ما قد يرضي الله عز وجل ولا يستحي فيه أمام الله أو يسأل عنه يوم القيام.
يعتبر الحياء يمثل أهمية في احترام الذات، واحترام الآخرين، فإن كان المرء قادراً على أن يتحلى بالحياء فهذا يعلى من شأنه أمام الآخرين.
تابع أيضًا: بحث عن الفيتامينات والمعادن كامل مع المراجع
هل الحياء يختص بأحد الأجناس
قد يظن البعض من البشر، أن صفة الحياء قد تقلل من الرجل أو من رجولته.
وأن هذا الصفة لابد من أن تقتصر على النساء والبنات فقط، ولكن هذا المفهوم غير صحيح على الإطلاق.
فيعتبر صفة الحياء صفة عامة لابد من أن يتحلى بها الجميع، سواء رجال أو نساء.
فما من أمة يمكن أن ترتقي وتصعد إلا وقد اتخذت من الأخلاق والقيم والعادات التي قد تكون عليها احتراماً وتقدير.
وهذا ليس على شعوبها فقط، بل أن من يدخل أي من هذه الأوطان لابد من أن تحترم تلك العادات والتقاليد التي قد كانت عليها.
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أشد الناس حياء، فكان من كثرة حياءه تحمر وجنتيه.
الحياء صفة الرسل عليهم السلام
لا تقتصر صفة الحياء أو التمتع بها، على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط.
بل أن الرسل والأنبياء قد تمتعوا بهذه الصفة.
ومن بين هذا ما قد ورد عن سيدنا موسى عليه السلام، أن كان حيياً ستيراً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(إن موسى كان حيياً ستيراً، لا يرى من جلده شيء استيحاء منه، فأذاه ما أذاه من بني إسرائيل.
فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص وإما أدرة وإما آفة.
لكن الله عز وجل أراد أن يبرئه من هذا الافتراء، فكان يوماً وحده، فوضع الثياب الذي كان يلبس على الحجر.
وإن الحجر عدا ثوبه، فأخذ موسى عليه السلام، العصا وطلب الحجر، فظل يقول ثوبي حجر، ثوبي حجر.
في هذا القول هل بني إسرائيل عليه، وقد رأوه عارياً ودون وجود أي افتراء مما يقولوا عليه، وأنه أحسن من خلق الله.
هنا قد أخذ موسى عصاه وظل يضرب الحجر، حتى ندب الحجر خماسي وثلاثي.
وهذا يدل على تمتع نبي الله موسى عليه السلام بصفة الحياء، التي قد جعلته يتحمل افتراء بين إسرائيل من أن يظهر عارياً.
خاتمة عن أهمية الحياء في الإسلام
الحياء يلعب دور في حياة الإنسان، من خلال كافة الجوانب، التي قد يكون عليها، سواء كان في حياته العملية أو حياته الشخصية فدائماً ما يقوم الحياء بدور الموجه، وهذا التوجيه دائماً ما يكون نحو الصواب وما يرضي الله والذات ولا يجعل يستحي من فعل قام به.