مفهوم الزكاة واحكامها
مفهوم الزكاة وأحكامها، لقد من الله علينا بالكثير من النعم ومن ضمن تلك النعم نعمة المال التي بها تيسر الأسباب وتفتح الأبواب.
كما تسهل العديد من متاعب الدنيا، لذلك علينا أن نشكر الله على تلك النعم الكثيرة، ويمكننا أن نشكره عن طريق تأدية الزكاة وتقديم الذكاة للفقراء والمحتاجين حتى تطهر النفس من البخل وتعودها على الكرم والجود.
ولكي ينتشر الحب والإخاء بين المسلمين وبعضهم البعض، وسوف نتحدث في هذا المقال عن مفهوم الزكاة وأحكامها.
ما هي الزكاة؟
يقصد بالزكاة في اللغة الزيادة والنمو بينما يقصد بها في الشرع حق يجب في المال، كما تعددت المذاهب واختلفت في وصف الزكاة وتعريفها اصطلاحًا.
ولكن كان ذلك الاختلاف اختلافًا ثانويًا أما التعريف المتفق عليه في كل مذهب من المذاهب هو التالي:
- المذهب الحنفي: ويقصد بالزكاة هنا تمليك جزء بسيط من المال إلى شخص مخصوص ويكون هذا التمليك لوجه الله تعالى.
- والمذهب المالكي: ويقصد بالزكاة هنا التبرع أو إخراج جزء من المال بلغ نصابا لمستحقه، وإن تم الملك ومضى عليه حول بغير المعدن والحرث.
- المذهب الشافعي: ويقصد هنا بالزكاة ما يتم إخراجه من مال أو بدن على وجه مخصوص.
- والمذهب الحنبلي: يقصد بالزكاة هنا حق واجب لمجموعه معينه في وقت معين.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن العدل والمساواة بين الناس بالعناصر
الشروط اللازم توافرها في الإنسان حتى تصلح الزكاة
تصلح الزكاة على الفرد في حالة تحقيق تلك الشروط الأربعة وهي:
- الإسلام: وعكسه الكفر حيث أن الزكاة لا تصلح للكافر فهي عبارة عن عبادة مالية يقوم بها المؤمن حتى يتقرب أكثر إلى الله تعالى.
- أما بالنسبة للكافر فلا تصلح له الزكاة ولا تقبل منه تلك العبادات حتى يدخل الإسلام.
- فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم:” وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ”.
- حيث أن الكفر يعتبر من موانع القبول والوجوب.
- الحرية: وعكسها الرق حيث أن الحرية من الشروط المهمة لقبول الزكاة فلا تصلح الزكاة للعبيد حتى وإن كانوا كاتبين.
- وذلك لأن العبيد لا يملكون شيئًا يخصهم أو مالًا يخصهم حيث أن كل ماله يخص سيده وزكاته تعود إلى سيده وليس للعبد.
- أما إن كان مكاتبًا وملك المال فملكه ضعيف فمن الأفضل أن يقوم بجمع المال ليشتري به حريته.
- ملك النصاب ملكًا تامًا مستقرًا: فالمسلم الحر النصاب يكون ملك ومستقيم وزائد عن حاجته الضروري مثل الطعام والشراب واللباس والمسكن وعندها تصلح له الزكاة.
- فقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصبه الأموال واعتبر الغنى شرط أساسي من شروط قبول الزكاة لأن الزكاة تعطي للفقراء.
- والذين لا يملكون نصابًا لا يسمون أغنياء.
- حولان الحول على المال: والذي يعني مضى اثنا عشر شهرًا قمريًا على المال حتى يبلغ النصاب عندها تصلح له الزكاة.
- ولكن هذا الشرط محدد لبعض أنواع مال الزكاة.
اخترنا لك: بحث عن التعاون بين الناس
أحكام الزكاة
أولًا: فيما يتعلق بالمزكى عليه ما هي مصارف الزكاة
على الزكاة أن تصرف في ثمانية فئات من الناس، وقد تم ذكر تلك المصارف في كتاب الله تعالى حين قال:” إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
وتبين تلك الآية الثمانية جهات التي يجب أن تصرف فيها الزكاة وهي:
الفقراء
- ومفردها فقير وهو الشخص الذي لا يملك قوت يومه أو ما يسد حاجته وحاجات من يعول.
- وتتلخص تلك الحاجة فيه الطعام والشراب واللباس والمسكن.
- كما أن الفقير هو الذي لا يملك ما يسد أقل من نصف حاجته.
- وهذا الشخص يعطي من الزكاة ما يكفيه لمدة سنة كاملة.
المساكين
- ومفردها مسكين وهو الشخص الذي يستطيع أن يسد نصف حاجته وأكثر بقليل.
- ولكنه يحتاج لمزيد من المال لسد حاجته وهذا الشخص يتم إعطاءه من الزكاة ما يكفيه لمدة سنة كاملة.
العاملون عليها
- مفردها عامل وهو الشخص الذي يقوم بجمع الصدقات ويتم إعطاءه جزء من مال الصدقة جزاء لعمله حتى ولو كان غنيًا.
- ويكون الأجر نتيجة لوهب نفسه لأعمال الزكاة المتمثلة بجمعها وكتابتها وحراستها وإعطائها للذين يستحقونها.
المؤلفة قلوبهم
- وهم الأشخاص الذين يتم إعطاءهم جزء من الزكاة حتى تألف قلوبهم للإسلام حتى وإن كانوا كفارًا.
- أو يتم إعطائهم المال تثبيتًا لإيمانهم إن كان ضعيفًا غير مهتمين بأداء العبادات.
في الرقاب
- ومفردها رقبة والتي تعني العبد أو الأمة المسلم الذين يتم دفع المال لمالكيهم من أموال الزكاة حتى يتم إعتاقهم.
- أو العبد المكاتب الذي يتم إعطاءه جزء من مال الزكاة حتى يعطيه لسيده ويصبح حر.
- فعلى سبيل المثال أسرى المسلمين الذين يتم دفع المال للأعداء حتى يطلقوا سراحهم.
الغارمون
- ومفردها غارم وهو الشخص المدين لشخص آخر الذي استدان شيء لم يكن به معصيه لله بل كان هذا الدين لنفسه وصرفه في شيء مباح.
- ولم يستطع أن يرد ذلك الدين لهذا السبب يتم إعطاء مبلغ من مال الذكاة حتى يسد به دينه.
- وإن كان الشخص المدان استدان بهدف الإصلاح بين الناس فيتم إعطاءه مبلغ من الزكاة حتى ولو كان غنيًا.
في سبيل الله
- والتي تعني الغزاة والمجاهدين في سبيل الله سواء كانوا من المتطوعين الذين لم تخصص لهم الدولة راتبًا.
- فهؤلاء الأشخاص يتم إعطائهم جزء من مال الصدقة حتى ولو كانوا أغنياء أو فقراء.
ابن السبيل
- وهو الشخص المسافر الذي ذهب بعيدًا عن بلده وكان في حاجه إلى مال حتى يعود إلى بلده مرة أخرى.
- ومن لم يجد من المال ما يرجعه إلى بلده سيتم إعطاءه مبلغ من مال الزكاة حتى يعود إلى بلده مرة أخرى.
ثانيًا: أحكام الزكاة فيما يتعلق بالمزكى به ما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة؟
تصلح الزكاة في أربعة أشكال من المال وهي:
الأثمان
- وهي عبارة عن الذهب والفضة والأوراق المالية ويصلح التبرع بربع العشر منها إذا بلغت نسبتها المقدرة لها.
بهيمة الأنعام
- وهي عبارة عن الإبل والغنم والبقر إذا كان يتم رعايتها في الصحاري والأراضي المباحة ولا تكون معلوفه ويتم دفع ثمن علفها.
- فإن بلغت نصابها وحال عليها حولين فيجب الزكاة بها تبعًا لمقادير معينة في الشرع.
الزروع والثمار
- تصلح الزكاة في جميع أنواع الحبوب والذي يتم ادخاره من الثمر مثل التمر والزبيب.
- أما بالنسبة الخضروات والفاكهة فلا توجد زكاة عليها إلا إذا كانت مخصصة للتجارة، ويختلف مقدار الزكاة إذا اختلفت طريقة السقي.
- وتبدأ الزكاة عند اشتداد الحبوب وبدء صلاح الثمر.
عروض التجارة
- وهي عبارة عن الأشياء التي تم إعدادها للبيع والشراء بهدف التجارة والربح وهي عبارة عن العقارات والحيوانات والطعام والشراب والآلات وأي شيء يمكن شراؤه.
- فإذا بلغت نصابها وحال عليها حولين فيجب الزكاة بها.
قد يهمك: بحث عن أصول الفقه
وفي ختام مقالنا وبعد أن تحدثنا عن جميع المعلومات عن الزكاة.
فيجب العلم أن الزكاة من أركان الإسلام التي يجب على كل مسلم القيام بها وتأديتها على أكمل وجه، حتى يفوز برضا الله تعالى وحب النبي صلى الله عليه وسلم.
فالزكاة لا تنقص من مال العبد بل تزيده، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم:” ما نقص مال من صدقة”.